عدد الزوار 0 التاريخ Jun 14 2020 2:14PM
الحَمْدُ للهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ وَعَلى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ؛ فَهَذِهِ وَقْفَةٌ عَنْ أَقْسامِ الرُّؤْيَا
حَيْثُ تَنْقَسِمُ الرُّؤْيَا إِلَى قِسْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ:
- الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: رُؤْيَا عَلى ظَاهِرِهَا لَا تَحْتَاجُ إِلَى تَعْبِيرٍ، وَمِنْ أَمْثِلَةِ هَذا الْقِسْمِ مَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ -وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ، يُمْضِهِ).
- الْقِسْمُ الثَّانِي: رُؤْيَا شِبْهُ ظَاهِرَةٍ وَفِيهَا غُمُوضٌ
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : (رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي [أَيْ: ظَنِّي] إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْمُسْلِمِينَ: (إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ وَهُمَا الْحَرَّتَانِ ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ) .
قَالَ الْحَافِظُ : وَالْحَرَّةُ أَرْضٌ حِجَارَتُهَا سُودٌ , وَهَذِهِ الرُّؤْيَا غَيْرُ الرُّؤْيَا السَّابِقَةِ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الَّتِي تَرَدَّدَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ اِبْنُ التِّينِ: كَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ دَارَ الْهِجْرَةِ بِصِفَةٍ تَجْمَعُ الْمَدِينَةَ وَغَيْرَهَا , ثُمَّ أُرِيَ الصِّفَةَ الْمُخْتَصَّةَ بِالْمَدِينَةِ فَتَعَيَّنَتْ. اهـ
- الْقِسْمُ الثَّالِثُ: مَا هُوَ مِنَ الرُّمُوزِ وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ، وَيَحْتَاجُ إِلَى حَذَاقَةٍ وَمَهارَةٍ، وَهَذَا النَّوْعُ هُوَ الْأَكْثَرُ الْغَالِبُ، وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا، وَالْعَاقِبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ» رَواهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.