عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020
صفحة رقم 464منازلهم ، فرفع الله عز وجل سحابه فيها عذاب بعد ما أصابهم الحر سبعة أيام ، فانقلبواليستظلوا تحتها ، فأهلكهم الله عز وجل حراً وغماً تحت السحابة ، فذلك قوله عز وجل :( إنه كان عذاب يوم عظيم ) [ آية : 189 ] لشدته .تفسير سورة الشعراء من الآية : [ 190 - 207 ] .الشعراء : ( 190 ) إن في ذلك . . . . .) إن في ذلك لآية ( إن في هلاكهم بالحر والغم لعبرة لمن بعدهم ، يحذر كفار مكةأمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم قال عز وجل : ( وما كان أكثرهم مؤمنين ) [ آية : 190 ] يعنى لو كان أكثرهم مؤمنين ما عذبوا في الدنياالشعراء : ( 191 ) وإن ربك لهو . . . . .) وإن ربك لهو العزيز ( في نقمته من أعدائه) الرحيم ) [ آية : 191 ] بالمؤمنين .الشعراء : ( 192 ) وإنه لتنزيل رب . . . . .) وإنه لتنزيل رب العالمين ) [ آية : 192 ] وذلك أنه لما قال كفار مكة : إن محمداً ( صلى الله عليه وسلم )يتعلم القرآن من أبي فكيهة ، ويجيء به الري ، وهو شيطان ، فيلقيه على لسان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ،فأكذبهم الله تعالى ، فقال عز وجل : ( وإنه لتنزيل رب العالمين ( يعنى القرآنالشعراء : ( 193 ) نزل به الروح . . . . .) نزل به الروح الأمين ) [ آية : 193 ] يعنى جبريل ، عليه السلام ، أمين فيما استودعه الله عز وجلمن الرسالة إلى الأنبياء ، عليهم السلام ، نزله ) على قلبك ( ليثبت به قلبك يا محمد ،الشعراء : ( 194 ) على قلبك لتكون . . . . .) لتكون من المنذرين ) [ آية : 194 ] .الشعراء : ( 195 ) بلسان عربي مبينأنزله ) بلسان عربي مبين ) [ آية : 195 ] ليفقهوا ما فيه لقوله ، إنما يعلمه أبو فكيهة ،وكان أبو فكيهة أعجمياً ،الشعراء : ( 196 ) وإنه لفي زبر . . . . .ثم قال سبحانه : ( وإنه لفي زبر الأولين ) [ آية : 196 ] يقولأمر محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ونعته في كتب الأولين .الشعراء : ( 197 ) أو لم يكن . . . . .ثم قال : ( أو لم يكن ( محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ) لهم ءايةً ( يعنى لكفار مكة ) أن يعلمه علماء بني إسرائيل ) [ آية : 197 ] يعنى ابن سلام وأصحابه ،الشعراء : ( 198 ) ولو نزلناه على . . . . .) ولو نزلنهُ ( يعنى القرآن ) على(2/464)1صفحة رقم 465بعض الأعجمينَ ) [ آية : 198 ] يعنى أبا فكيهة ، يقول : لو أنزلناه على رجل ليسبعربي اللسانالشعراء : ( 199 ) فقرأه عليهم ما . . . . .) فقرأهُ عليهم ( على كفار مكة ، لقالوا : ما نفقه قوله ، ) ما كانوا بهمؤمنينَ ) [ آية : 199 ] يعنى بالقرآن مصدقين بأنه من الله عز وجل ،الشعراء : ( 200 ) كذلك سلكناه في . . . . .) كذلكَسلكناهُ ( يعنى هكذا جعلنا الكفر بالقرآن ) في قلوب المُجرمين ) [ آية : 200 ] .الشعراء : ( 201 ) لا يؤمنون به . . . . .) لا يؤمنون به ( يعنى بالقرآن ) حتى يروا العذاب الأليم ) [ آية : 201 ] يعنىالوجيع ،الشعراء : ( 202 ) فيأتيهم بغتة وهم . . . . .) فيأتيهم ) ) العذاب ( ( بغته ( يعنى فجأة ) وهم لا يشعرون ) [ آية :202 ] فيتمنون الرجعة والنظرة ،الشعراء : ( 203 ) فيقولوا هل نحن . . . . .فذلك قوله سبحانه : ( فيقولوا ( يعنى كفار مكة ) هلنحن منظرون ) [ آية : 203 ] فنعتب ونراجع ، فلما أوعدهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) العذاب ، قالوا : فمتىهذا العذاب ؟ تكذيباً به .الشعراء : ( 204 ) أفبعذابنا يستعجلونيقول الله عز وجل : ( أَفبعذابنا يستعجلونَ ) [ آية : 204 ]الشعراء : ( 205 ) أفرأيت إن متعناهم . . . . .) أَفرءيت إِن متعنهمسنين ) [ آية : 205 ] في الدنياالشعراء : ( 206 ) ثم جاءهم ما . . . . .) ثُم جاءهم ( بعد ذلك العذاب ) ما كانوا يوعدونَ ([ آية : 206 ]الشعراء : ( 207 ) ما أغنى عنهم . . . . .) ما أغنى عنهم ) ) من العذاب ( ( ما كانوا يمتعونَ ) [ آية : 207 ] في الدنيا .تفسير سورة الشعراء من الآية : [ 208 - 220 ] .الشعراء : ( 208 ) وما أهلكنا من . . . . .ثم خوفهم ، فقال سبحانه : ( وَمَا أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ ( فيما خلا بالعذاب في الدنيا) إلا لها منذرونَ ) [ آية : 208 ] يعنى رسلاً تنذرهم العذاب بأنه نازل بهم في الدنياالشعراء : ( 209 ) ذكرى وما كنا . . . . .) ذكرى ( يقول : العذاب يذكر ويفكر ، ) وما كنا ظالمينَ ) [ آية : 209 ] فنعذبعلى غير ذنب كان منهم ظلماً ، قالت قريش : إنه يجيء بالقرآن الري ، يعنون الشيطان ،فيلقيه على لسان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، فكذبوه بما جاء به .(2/465)1صفحة رقم 466الشعراء : ( 210 ) وما تنزلت به . . . . .فأنزل الله عز وجل : ( وما تنزلت به الشياطين ) [ آية : 210 ]الشعراء : ( 211 ) وما ينبغي لهم . . . . .) وما ينبغي لهم ( إنينزلوا بالقرآن ) وما يستطيعون ) [ آية : 211 ] لأنه حيل بينهم وبين السمع بالملائكةوالشهب ، وذلك أنهم كانوا يستمعون إلى السماء قبل أن يبعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما بعثرمتهم الملائكة بالشهبالشعراء : ( 212 ) إنهم عن السمع . . . . .فذلك قوله سبحانه : ( إنهم عن السمع لمعزولون ) [ آية : 212 ] بالملائكة والكواكبالشعراء : ( 213 ) فلا تدع مع . . . . .) فلا تدع ( يعني ) مع الله إلهاً ءاخر ( وذلك حين دعى إلى دين آبائه ، فقال : لا تدعيعني فلا تعبد مع الله إلهاً آخر ) فتكون من المعذبين ) [ آية : 213 ]الشعراء : ( 214 ) وأنذر عشيرتك الأقربين) وأنذر عشيرتك الأقربين ) [ آية : 214 ] لما نزلت هذه الآية قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' إني أرسلت إلى الناسعامة ، وأرسلت إليكم يا بني هاشم ، وبني المطلب خاصة ، ' وهم الأقربون ، وهما أخوانابنا عبد مناف .الشعراء : ( 215 ) واخفض جناحك لمن . . . . .) واخفض جناحك ( يعني لين لهم جناحك ) لمن اتبعك من المؤمنين ) [ آية : 215 ]الشعراء : ( 216 ) فإن عصوك فقل . . . . .) فإن عصوك ( يعني بني هاشم ، وبني عبد المطلب ، فلم يجيبوك إلى الإيمان ) فقل إِنيبرئ مما تعملونَ ) [ آية : 216 ] من الشرك والكفر .الشعراء : ( 217 ) وتوكل على العزيز . . . . .) وتوكل ( يعنى وثق بالله عز وجل ) على العزيز ( في نقمته ) الرحيم ) [ آية :217 ] بهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة ، وذلك حين دعى إلى ملة آبائه ،الشعراء : ( 218 ) الذي يراك حين . . . . .ثم قالسبحانه : ( الذي يراك حين تقوم ) [ آية : 218 ] وحدك إلى الصلاة .الشعراء : ( 219 ) وتقلبك في الساجدين) وتقلبك ( يعنى ويرى ركوعك وسجودك وقيامك فهذا التقلب ) في الساجدين ([ آية : 219 ] يعني ويراك مع المصلين في جماعةالشعراء : ( 220 ) إنه هو السميع . . . . .) إنه هو السميع ( لما قالوا حين دعى إلىدين آبائه ) العليم ) [ آية : 220 ] بما قال كفار مكة .تفسير سورة الشعراء من الآية : [ 221 - 227 ] .(2/466)1صفحة رقم 467الشعراء : ( 221 ) هل أنبئكم على . . . . .) هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ) [ آية : 221 ] لقولهم : إنما نجيء به الري فيلقيه علىلسان محمد ( صلى الله عليه وسلم )الشعراء : ( 222 ) تنزل على كل . . . . .) تنزل على كل أفاك ( يعنى كذاب ) أثيم ) [ آية : 222 ] بربه منهممسيلمة الكذاب ، وكعب بن الأشرف ، ) يلقون السمع ( يقول : تلقى الشياطين بآذنهمإلى السمع في السماء لكلام الملائكة ، وذلك أن الله عز وجل إذا أراد أمراً في أهلالأرض أعلم به أهل السماوات من الملائكة ، فتكلموا به ، فتسمع الشياطين لكلامالملائكة ، وترميهم بالشهب فيخطفون الخطفة ،الشعراء : ( 223 ) يلقون السمع وأكثرهم . . . . .ثم قال عز وجل : ( وأكثرهم كاذبون ) [ آية : 223 ] يعنى الشياطين حين يخبرون الكهنة أنه يكون في الأرض كذاوكذا .الشعراء : ( 224 ) والشعراء يتبعهم الغاوونثم قال سبحانه : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) [ آية : 224 ] منهم عبد الله بنالزبعري السهمي ، وأبو سفيان بن عبد المطلب ، وهميرة بن أبي وهب المخزومي ،ومشافع بن عبد مناف عمير الجمحي ، وأبو عزة اسمه عمرو بن عبد الله ، كلهم منقريش ، وأمية بن أبي الصلت الثقفي ، تكلموا بالكذب والباطل ، وقالوا : نحن نقول مثلقول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قالوا الشعر ، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون من أشعارهم ،ويروون عنهم ، حتى يهجون .الشعراء : ( 225 ) ألم تر أنهم . . . . .فذلك قوله عز وجل : ( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ) [ آية : 225 ] يعنى في كلطريق ، يعنى في كل فن من الكلام يأخذون ،الشعراء : ( 226 ) وأنهم يقولون ما . . . . .) وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) [ آية :226 ] . فعلنا وفعلنا وهم كذبة ، فاستأذن شعراء المسلمين أن يقتصوا من المشركين منهمعبد الله بن رواحة ، وحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، من بني سلمة بن خثم ، كلهممن الأنصار ، فأذن لهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فهجوا المشركين ، ومدحوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : فأنزل الله تعالى :( والشعراء يتبعهم الغاوون ( إلى آخر آيتين .ثالشعراء : ( 227 ) إلا الذين آمنوا . . . . .م استثنى عز وجل شعراء المسلمين ، فقال : ( إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكرواالله كثيراً ونتصروا ( على المشركين ) من بعده ما ظلموا ( يقول : انتصر شعراء المسلمينمن شعراء المشركين ، فقال : ( وسيعلم الذين ظلموا ( يعنى أشركوا ) أي منقلب ينقلبون ([ آية : 227 ] يقول : ينقلبون في الآخرة إلى الخسران .حدثنا عبيد الله بن ثابت ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن رجل ، عن الفضيل بنعيسى الرقاشي ، قال : ( بلسان عربي مبين ( ، قال : فضله على الألسن .(2/467)1صفحة رقم 468قال الهذيل : سمعت المسيب يحدث عن أبي روق ، قال : كانت ناقة صالح عليهالسلام ، يوضع لها الإناء فتدر فيه اللبن .حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن علي بن عاصم ، عن الفضل بنعيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال :' لما كلم الله عز وجل موسى ، عليه السلام ، فوق الطور ، فسمع كلاماً فوق الكلامالأول ، فقال : يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به ، قال : لا يا موسى ، إنما كلمتك بقوةعشرة آلاف لسان ، ولي قوة الألسن كلها ، وأنا أقوى من ذلك ، فلما رجع موسى ، عليهالسلام ، إلى قومه ، قالوا : يا موسى ، صف لنا كلام الرحمن ؟ قال : سبحان الله ، لاأستطيع ، قالوا : فشبهه ، قال : ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقتل بأحلى حلاوة إنسمعتموه ، فإنه قريب منه ، وليس به ' .(2/468)1صفحة رقم 469( سورة النمل )مقدمة( سورة النمل مكية ، وهي ثلاث وتسعون آية كوفية )( بسم الله الرحمن الرحيم )تفسير سورة النمل من الآية : [ 1 - 6 ] .النمل : ( 1 ) طس تلك آيات . . . . .) طس تلك ءايت القرآن وكتاب مُبين ) [ آية : 1 ] يعنى بين ما فيه أمره ونهيهالنمل : ( 2 ) هدى وبشرى للمؤمنين) هدى ( يعنى بيان من الضلالة لمن عمل به ، ) وبشرى ( لما فيه من الثواب) للمؤمنين ) [ آية : 2 ] يعنى للمصدقين بالقرآن بأنه من الله عز وجل .النمل : ( 3 ) الذين يقيمون الصلاة . . . . .ثم نعتهم ، فقال سبحانه : ( الذين يقيمون الصلاة ( يعنى يتمون الصلاة المكتوبة) ويؤتون الزكوة ( يعنى ويعطون الزكاة المفروضة ) وهم بالآخرة ( يعنى بالبعث الذيفيه جزاء الأعمال ) هم يوقنون ) [ آية : 3 ] .النمل : ( 4 ) إن الذين لا . . . . .) أن الذين لا يؤمنون بالآخرة ( يعنى لا يصدقون بالبعث ) زينا لهم أعمالهم ( يعنى ضلالتهم ) فهم يعمهون ) [ آية : 4 ] يعنى يترددون فيهاالنمل : ( 5 ) أولئك الذين لهم . . . . .) أولئك الذين لهم سوء ( يعنىشدة ) العذاب ( في الآخرة ) وهم في الآخرة الأخسرونَ ) [ آية : 5 ] .النمل : ( 6 ) وإنك لتلقى القرآن . . . . .) وإنك لتلقى ( يعني لتؤتى ) القرآن ( كقوله سبحانه : ( وما يلقاها ([ فضلت : 35 ] يعنى وما يؤتاها ، ثم قال : ( من لدن حكيم ( في أمره ) عليم ) [ آية : 6 ]بأعمال الخلق .تفسير سورة النمل من الآية : [ 7 - 14 ] .(2/469)1صفحة رقم 470النمل : ( 7 ) إذ قال موسى . . . . .) إذ قال موسى لأهله ( يعنى امرأته حين رأى النار ) إِني ءانست ناراً ( يقول : إنيرأيت ناراً ، وهو نور رب العزة جل ثناؤه ، رآه ليلة الجمعة عن يمين الجبل بالأرضالمقدسة ) سئاتيكم منها بخير ( أين الطريق ، وقد كان تحير وترك الطريق ، ثم قال : فإن لمأجد من يخبرني الطريق ، ) أو ءاتيكم بشهاب قبس ( يقول : آتيكم بنار قبسة مضيئة) لعلكم تصطلحون ) [ آية : 7 ] من البرد .النمل : ( 8 ) فلما جاءها نودي . . . . .) فلما جاءها ( يعني النار ، وهو نور رب العزة ، تبارك وتعالى ، ) نودى أن بروك من فيالنار ومن حولها ( يعنى الملائكة ) وسبحان الله رب العالمين ) [ آية : 8 ] في التقديم ،النمل : ( 9 ) يا موسى إنه . . . . .ثمقال : ( يا موسى إنه أنا الله ( يقول : إن النور الذي رأيت أنا ) العزيز الحكيم ) [ آية : 9 ]النمل : ( 10 ) وألق عصاك فلما . . . . .) وَأَلق عصاك فلما رءاها تهتز ( ينعى تحرك ) كأنها جان ( يعني كأنها كانت حية ) ولى مدبرا ( من الخوف من الحية ) ولم يعقب ( يعنى ولم يرجع ، يقول الله عز وجل) يا موسى لا تخف ( من الحية ) إني لا يخاف لدي ( يعنى عندي ) المرسلون ) [ آية : 10 ]النمل : ( 11 ) إلا من ظلم . . . . .) إلا من ظلم ( نفسه من الرسل ، فإنه يخاف ، فكان منهم آدم ، ويونسوسليمان ، وأخوة يوسف ، وموسى بقتله النفس ، عليهم السلام ، ) ثم بدل حسنا بعد سوء ( يعنى فمن بدل إحساناً بعد إساءته ) فإني غفور رحيم ) [ آية : 11 ] .النمل : ( 12 ) وأدخل يدك في . . . . .) وأدخل يدك ( اليمن ) في جيبك ( يعنى جيب المدرعة من قبل صدره ، وهيمضربة ) تخرج ( اليد من المدرعة ) بيضاء ( لها شعاع كشعاع الشمس) من غير سوء ( يعنى من غير برص ، ثم انقطع الكلام ، يقول الله تبارك وتعالى لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) : ( فيتسع ءايت ( يعنى أعطى تسع آيات اليد ، والعصا ، والطوفان ، والجراد ، والقملوالضفادع ، والدم ، والسنين ، والطمس ، فآيتان منهما أعطى موسى ، عليه السلام ،بالأرض المقدسة اليد والعصى ، حين أرسل إلى فرعون ، وأعطى سبع آيات بأرض مصر(2/470)1صفحة رقم 471حين كذبوه ، فكان أولها اليد ، وآخرها الطمس ، يقول : ( إلى فرعون ( واسمه فيطوس) وقومه ( أهل مصر ) إنهم كانوا قوما فاسقين ) [ آية : 13 ] يعنى عاصين .النمل : ( 13 ) فلما جاءتهم آياتنا . . . . .) فلما جاءتهم ءايتنا مُبصرةً ( يعنى مبينة معانية يرونها ) قالوا ( : يا موسى) هذا ( الذي جئت به ) سحر مبين ) [ آية : 13 ] يعنى بين ، يقول الله عز وجل :النمل : ( 14 ) وجحدوا بها واستيقنتها . . . . .) وجحدوا بها ( يعنى بالآيات ، يعني بعد المعرفة ، فيها تقديم ) واستيقنتها أنفسهم ( أنهامن الله عز وجل ، وأنها ليست بسحر ) ظلما ( شركاً ) وعلوا ( تكبراً ) فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) [ آية : 14 ] في الأرض بالمعاصي ، كان عاقبتهم الغرق ، وإنمااستيقنوا بالآيات أنها من الله ، لدعاء موسى ربه أن يكشف عنهم الرجز ، فكشفه عنهم ،وقد علموا ذلك .تفسير سورة النمل من الآية : [ 15 - 26 ] .النمل : ( 15 ) ولقد آتينا داود . . . . .) ولقد ءاتينا ( يعنى أعطينا ) داود وسليمان علما ( بالقضاء ، وبكلام الطير ، وبكلامالدواب ، ) وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) [ آية : 15 ] يعنى(2/471)1صفحة رقم 472بالقضاء ، والنبوة ، والكتاب ، وكلام البهائم ، والملك الذي أعطاهما الله عز وجل ، وكانسليمان أعظم ملكاً من داود ، وأفطن منه ، وكان داود أكثر تعبداً من سليمان .النمل : ( 16 ) وورث سليمان داود . . . . .) وورث سليمان داود ( يعنى ورث سليمان علم داود وملكه ، ) وقال ( سليمان لبنيإسرائيل : ( يأيها الناسُ علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيءٍ ( يعنى أعطينا الملك والنبوةوالكتاب والرياح ، وسخرت لنا الشياطين ، ومنطق الدواب ، ومحاريب وتماثيل ، وجفانوالكتاب والرياح ، وسخرت لنا الشياطين ، ومنطق الدواب ، ومخاريب ، وتماثيل ، وجفانكالجوابي ، وقدرو راسيات وعن القطر يعنى عين الصفر .) إن هذا ( الذي أعطينا ) لهو الفضل المبين ) [ آية : 16 ] يعنى البينالنمل : ( 17 ) وحشر لسليمان جنوده . . . . .) وحشر لسليمان ( يعنى وجمع لسليمان ) جنوده من الجن ( طائفة ) و ( من ) الإنس و (من ) الطير ( طائفة ) فهم يوزعون ) [ آية : 17 ] يعنى يساقون ، وكان سليماناستعمل جنداً يرد الأول على الآخر حتى ينام الناس .النمل : ( 18 ) حتى إذا أتوا . . . . .وقال عز وجل ) حتى إذا أتوا على واد النمل ( من أرض الشام ) قالت نملة (واسمها الجرمى ) يا أيها النمل ادخلوا ( وهن خارجات ، فقالت : ادخلوا) مساكنكم ( يعنى بيوتكم ) لا يحطمنكم سليمان ( يعني لا يهلكنكم سليمان) وجنوده وهم لا يشعرون ) [ آية : 18 ] بهلاككم ، فسمع سليمان قولها من ثلاثة أميال .فانتهى إليها سليمان حين قالت : ( وهم لا يشعرون ( .النمل : ( 19 ) فتبسم ضاحكا من . . . . .) فتبسم ضاحكا من قولها ( ضحك من ثناءها على سليمان بعدله في ملكه ، أنهلو يشعر بكم لم يحطمكم ، يعنى بالضحك الكشر ، وقال سليمان : لقد علمت النمل أنهملك لا بغي فيه ، ولا فخر ولئن علم بنا قبل يغشانا لم نوطأ ، ثم وقف سليمان بمنمعه من الجنود ليدخل النمل مساكنهم ، ثم حمد ربه عز وجل حين علمه منطق كلشيء فسمع كلام النملة ) وقال رب أوزعني ( يعني ألهمني ) أَن أَن أشكر نعمتك التيأَنعمت علي وعلى والدي ( من قبلي ، يعنى أبويه داود ، وأمه بتشايع بنت الياثن ، ) و (ألهمني ) وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك ( يعني بنعمتك ) في ( يعني مع(2/472)1صفحة رقم 473) عبادك الصالحين ) [ آية : 19 ] الجنة .النمل : ( 20 ) وتفقد الطير فقال . . . . .) وتفقد الطير ( يعني الهدهد حين سار من بيت المقدس قبل اليمن ، فلما مر بالمدينةوقف ، فقال إن الله عز وجل : سيبعث من هاهنا نبياً طوبى لمن تبعه ، فلما أراد أن ينزل) فقال مالي لا أرى الهدهد أم ( والميم ها هنا صلة ، كقوله تعالى : ( أم عندهم ( يعنىأعندهم ) الغيب فيهم يكتبون ) [ الطور : 41 ، والقلم : 47 ] أم ) كان من الغائبين ) [ آية : 20 ] .النمل : ( 21 ) لأعذبنه عذابا شديدا . . . . .) لأعذبنه عذابا شديدا ( يعنى لأنتفن ريشه ، فلا يطير مع الطير حولاً ) أَولأأذبحنهُ ( يعنى لأقتلنه ، ) أو ليأتيني بسلطان مبين ) [ آية : 21 ] يعنى حجة بينة أعذرهبها ،النمل : ( 22 ) فمكث غير بعيد . . . . .) فمكث غير بعيد ( يقول : لم يلبث إلا قليلاً ، حتى جاء الهدهد ، فوقع بين يديسليمان ، عليه السلام ، فجعل ينكث بمنقاره ويومئ برأسه إلى سليمان ، ) فقال (لسليمان : ( أحطت بما لم تحط به ( يقول : علمت ما لم تعلم به ) وجئتك ( بأمر لمتخبرك به الجن ، ولم تنصحك فيه ، ولم يعمل به الإنس ، وبلغت ما لم تبلغه أنت ولاجنودك ، وجئتك ) من ( أرض ) سبا ( باليمن ) بنبإ يقين ) [ آية : 22 ] يقول :بحديث لا شك فيه ، فقال سليمان : وما ذلك ؟النمل : ( 23 ) إني وجدت امرأة . . . . .قال الهدهد : ( إني وجدت امرأة تملكهم ( يعنى تملك أهل سبأ ) وأوتيت ( يعنىوأعطيت ) من كل شيءٍ ( يكون باليمن ، يعنى العلم والمال والجنود والسلطان والزينةوأنواع الخير ، فهذا كله من كلام الهدهد ، وقال الهدهد : ( ولها عرش عظيم ) [ آية :23 ] يعنى ضخم ثمانون ذراعاً في ثمانين ذراعاً ، وارتفاع السرير من الأرض أيضاً ثمانونذراعاً في ثمانين ذراعاً ، مكلل بالجواهر ، والمرأة اسمها بلقيس بنت أبي سرح ، وهي منالإنس وأمها من الجن ، اسمها فارمة بنت الصخر .النمل : ( 24 ) وجدتها وقومها يسجدون . . . . .ثم قال : ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم (السيئة ، يعنى سجودهم للشمس ) فصدهم عن السبيل ( يعنى عن الهدى ) فهم لا يهتدون ) [ آية : 24 ] .النمل : ( 25 ) ألا يسجدوا لله . . . . .ثم قال الهدهد : ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء ( يعنى الغيث ) في السماواتوالأرض ويعلم ما يخفون ( في قلوبكم ) وما تعلنون ) [ آية : 25 ] بألسنتكمالنمل : ( 26 ) الله لا إله . . . . .) الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) [ آية : 26 ] يعنى بالعظيم العرش .(2/473)1صفحة رقم 474تفسير سورة النمل من الآية : [ 27 - 37 ] .النمل : ( 27 ) قال سننظر أصدقت . . . . .) قال ( سليمان للهدهد : دلنا على الماء ) سننظر ( فيما تقول ، ) أصدقت (في قولك ) أم كنت ( يعنى أم أنت ) من الكاذبين ) [ آية : 27 ] مثل قوله عز وجل :( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) [ آل عمران : 110 ] .النمل : ( 28 ) اذهب بكتابي هذا . . . . .وكان الهدهد يدلهم على قرب الماء من الأرض إذا نزلوا ، فدلهم على ماء ، فنزلواواحتفروا الركايا ، وروى الناس والدواب ، وكانوا قد عطشوا ، فدعا سليمان الهدهدوقال : ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ( يعنى إلى أهل سبأ ) ثم تول ( يقول : ثمانصرف ) عنهم فانظر ماذا يرجعون ) [ آية : 28 ] الجواب ، فحمل الهدهد الكتاب بمنقاره ،فطار حتى وقف على رأس المرأة ، فرفرف ساعة والناس ينظرون ، فرفعت المرأة رأسها ،فألقى الهدهد الكتاب في حجرها ، فلما رأت الكتاب ورأت الخاتم رعدت وخضعت ،وخضع من معها من الجنود ، لأن ملك سليمان ، عليه السلام ، كان في خاتمه فعرفوا أنالذي أرسل هذا الطير أعظم من ملكها ، فقال : إن ملكاً رسله الطير ، إن ذلكالملك عظيم ، فقرأت هي الكتاب ، وكانت عربية من قوم تبع بن أبي شراحيل الحميري ،وقومها من قوم تبع ، وهم عرب ، فأخبرتهم بما في الكتاب ، ولم يكن فيه شيء غير : ' أنهمن سليمان ، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على ' ألا تعظموا على ' وأتونيمسلمين ' . قال أبو صالح : ويقال : مختوم .النمل : ( 29 ) قالت يا أيها . . . . .ف ) قالت ( المرأة لهم : ( يأيها الملؤا ( يعنى الأشراف ، ) إني ألقي إلي كتاب كريم ([ آية : 29 ] يعنى كتاب حسنالنمل : ( 30 ) إنه من سليمان . . . . .) إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) [ آية : 30 ] .(2/474)1صفحة رقم 475النمل : ( 31 ) ألا تعلوا علي . . . . .) ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) [ آية : 31 ] . ثم قالت : إن يكن هذا الملك يقاتل علىالدنيا ، فإنا نمده بما أراد من الدنيا ، وإن كان يقاتل لربه . فإنه لا يطلب الدنيا ، ولا يريدها ،ولا يقبل منا شيئاً غير الإسلام .النمل : ( 32 ) قالت يا أيها . . . . .ثم استشارتهم ف ) قالت يأيها الملؤا ( يعنى الأشراف ، وهم : ثلاث مائة ، وثلاثة عشرقائداً ، مع كل مائة ألف ، وهم أهل مشورتها ، فقالت لهم ) أفتوني في أمري ( من هذا) ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ) [ آية : 32 ] تقول : ما كنت قاضية أمراً حتىتحضرون .النمل : ( 33 ) قالوا نحن أولوا . . . . .) قالوا ( لها : ( نحن أولوا قوة ( يعنى عدة كثيرة في الرجال كقوله : ( فأعينوني بقوة ) [ الكهف : 95 ] ، يعنى بالرجال ) وَأَولوا بأس شديد ( في الحرب ، يعنى الشجاعة) والأمر إليك ( يقول : قد أخبرناك بما عندنا وما نجاوز ما تقولين ، ) فانظري ماذا تأمرين ([ آية : 33 ] يعنى ماذا تشيرين علينا ، كقول فرعون لقومه : ( فماذا تأمرون ) [ الشعراء :35 ] يعنى ماذا تشيرون علي .النمل : ( 34 ) قالت إن الملوك . . . . .) قالت إِن المُلوك إذا ادخلوا قرية أَفسدوها ( يعن أهلكوها ، كقوله عز وجل :( لفسدت السماوات والأرض ( يعنى لهلكتها ومن فيهن ، ثم قال : ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة ( يعنى أهانوا أشرافها وكبراءها لكي يستقيم لهم الأمر ، يقول الله عز وجل :( وكذلك يفعلون ) [ آية : 34 ] كما قالت .النمل : ( 35 ) وإني مرسلة إليهم . . . . .ثم قالت المرأة لأهل مشورتها : ( وإني مرسلة إليهم بهدية ( أصانعهم على ملكي إنكانوا أهل دنيا ، ) فناظرة بم يرجع المرسلون ) [ آية : 35 ] من عنده بالجواب ، فأرسلتبالهدية مع الوفد عليهم المنذر بن عمر ، والهدية مائة وصيف ، ومائة وصيفة ، وجعلتللجارية قصة أمامها ، وقصة مؤخرها ، وجعلت للغلام قصة أمامه ، وذؤابة وسط رأسه ،وألبستهم لباساً واحداً ، وبعثت بحقة فيها جوهرتان إحدهما مثقوبة والأخرى غيرمثقوبة . وقالت للوفد : إن كان نبياً ، فسيميز بين الجواري والغلمان ويخبر بما في الحقة ،ويرد الهدية فلا يقبلها ، وإن كان ملكاً فسيقبل الهدية ولا يعلم ما في الحقة ، فلما انتهتالهدية إلى سليمان ، عليه السلام ، ميز بين الوصفاء والوصائف من قبل الوضوء ، وذلك أنهُ(2/475)1صفحة رقم 476أمرهم بالوضوء فكانت الجارية تصب الماء على بطن ساعدها ، والغلام على ظهر ساعده ،فيميز بين الوصفاء والوصائف وحرك الحقة ، وجاء جبريل ، عليه السلام ، فأخبره بما فيهافقيل له : ادخل في المثقوبة خيطاً من غير حيلة إنس ولا جان ، وأثقب الأخرى من غيرحيلة إنس ولا جان ، وكانت الجوهرة المثقوبة معوجة ، فأتته دودة تكون في الفضفضةوهي الرطبة ، فربط في مؤخرها خيطاً ، فدخلت الجوهرة حتى أنقذت الخيط إلى الجانبالآخر ، فجعل رزقها في الفضة ، وجاءت الأرضة فقالت لسليمان : اجعل رزقي فيالخشب والسقوف والبيوت ، قال : نعم ، فثقبت الجوهرة فهذه حيلة من غير إنس ولاجان .وسألوه ماء لم ينزل من السماء ، ولم يخرج من الأرض ، فأمر بالخيل فأجريت حتىعرقت فجمع العرق في شيء حتى صفا وجعله في قداح الزجاج ، فعجب الوفد منعلمه ، وجاء جبريل ، عليه السلام ، فأخبره بما في الحقة فأخبرهم سليمان بما فيها ، ثم ردسليمان الهدية .النمل : ( 36 ) فلما جاء سليمان . . . . .) فلما جاء سليمان قال ( للوفد : ( أَتمدونن بمال فما ءاتنِيَ الله خيرٌ مما ءاتاكم ( يقول :فما أعطاني الله تعالى من الإسلام والنبوة والجنود خير مما أعطاكم ) بل أنتم بهديتكم تفرحون ) [ آية : 36 ] يعنى إذا أهدى بعضكم إلى بعض ، فأما أنا فلا أفرح بها إنما أريدمنكم الإسلام .النمل : ( 37 ) ارجع إليهم فلنأتينهم . . . . .ثم قال سليمان لأمير الوفد . ) ارجع إليهم ( بالهدية ) فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها (لا طاقة لهم بها من الجن والإنس ، ) ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ) [ آية : 37 ] يعنىمذلين بالإنس والجن .تفسير سورة النمل من الآية : [ 38 - 44 ](2/476)1صفحة رقم 477النمل : ( 38 ) قال يا أيها . . . . .ثم ) قال يأيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مُسلمينَ ) [ آية : 38 ] يعنى مخلصينبالتوحيد ، وإنما علم سليمان أنها تسلم ، لأنه أوحى إليه بذلك ، فذلك قال : ( قبل أن يأتوني مسلمين ( فيحرم علي سريرها ، لأن الرجل إذا أسلم حرم ماله ودمعه ، وكانسريرها من ذهب قوائمه اللؤلؤ والجوهر ، مستور بالحرير والديباج ، عليه الحجلة .النمل : ( 39 ) قال عفريت من . . . . .) قال عفريت من الجن ( يعنى مارد من الجن اسمه : الحقيق ، ) أَنا ءاتيك به ( يعنىسريرها ) قبل أن تقوم من مقامك ( يعنى من مجلسك ، وكان سليمان ، عليه السلام ، يجلسللناس غدوة فيقضي بينهم حتى يضحى الضحى الأكبر ، ثم يقوم ، فقال : أنا آتيك به قبلأن تحضر مقامك ، وذلك أني أضع قدمي عند منتهى بصري فليس شيء أسرع مني ،فآتيك بالعرش ، وأنت في مجلسك ، ) وإني عليه ( يعنى على حمل السرير ) لقوي ( علىحمله ) امين ) [ آية : 39 ] على ما في السرير من المال .النمل : ( 40 ) قال الذي عنده . . . . .قال سليمان أريد أسرع من ذلك : ( قال الذي عنده علم من الكتاب ( وهو رجل منالإنس من بني إسرائيل كان يعلم اسم الله الأعظم ، وكان الرجل اسمه آصف بن برخيابن شمعيا بن دانيال ) أَنا ءاتيك به ( بالسرير ) قبل أن يرتد إليك طرفك ( الذي هو علىمنتهى بصرك ، وهو جاءٍ إليك ، فقال سليمان : لقد أسرعت أن فعلت ذلك ، فدعا الرجلباسم الله الأعظم ، ومنه ذو الجلال والإكرام ، فاحتمل السرير احتمالاً فوضع بين يديسليمان ، وكانت المرأة قد أقبلت إلى سليمان حين جاءها الوفد ، وخلفت السرير فيأرضها باليمن في سبعة أبيات بعضها في بعض أقفالها من حديد ، ومعها مفاتيح الأبياتالسبعة ، ) فلما رءاهُ ( فلما رأى سليمان العرش ) مستقرا عنده ( تعجب منه ف ) قال هذا ( السرير ) من فضل ربي ( أعطانيه ) ليبلوني ( يقول ليختبرني ) ءاشكرُ ( اللهعز وجل في نعمة حين أتيت العرش ) أم أكفر ( بنعم الله إذا رأيت من هو دوني أعلممني ، فعزم الله عز وجل له على الشكر .فقال عز وجل : ( ومن شكر ( في نعمة ) فإنما يشكر لنفسه ( يقول : فإنما يعمل(2/477)1صفحة رقم 478لنفسه ) ومن كفر ( النعم ) فإن ربي غني ( عن عبادة خلقه ) كريم ) [ آية : 40 ]مثلها في لقمان : ( فإن ربي غني حميد ) [ آية : 12 ] .النمل : ( 41 ) قال نكروا لها . . . . .) قال ( سليمان : ( نكروا لها عرشها ( زيدوا في السرير ، وانقصوا منه ، ) ننظر (إذا جاءت ) أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون ) [ آية : 41 ] يقول : أتعرف العرش أمتكون من الذين لا يعرفون ؟النمل : ( 42 ) فلما جاءت قيل . . . . .) فلما جاءت ( المرأة ) قيل ( لها ) أهكذا عرشك ( فأجابتهم ف ) قالت كأنه هو (وقد عرفته ولكنها شبهت عليهم كما شبهوا عليها ، ولو قيل لها : هذا عرشك ؟ لقالت :نعم ، قيل لها : فإنه عرشك فما أغنى عنه إغلاق الأبواب ؟ يقول سليمان : ( وأوتينا العلم ( من الله عز وجل ) من قبلها ( يعنى من قبل أن يجيء العرش والصرح وغيره ،)( وكنا مسلمين ) [ آية : 42 ] يعنى وكنا مخلصين بالتوحيد من قبلها .النمل : ( 43 ) وصدها ما كانت . . . . .) وصدها ( عن الإسلام ) ما كانت تعبد من دون الله ( من عبادة الشمس ) إنها كانت من قوم كافرين ) [ آية : 43 ]النمل : ( 44 ) قيل لها ادخلي . . . . .) قيل لها ادخلي الصرح ( وهو قصر من قوارير على الماء تحتهالسمك ، ) فلما رأته حسبته لجة ( يعنى غدير الماء ) وكشفت عن ساقها ( يعنى رجليهالتخوض الماء إلى سليمان ، وهو على السرير في مقدم البيت ، وذلك أنها لما أقبلت قالتالجن : لقد لقينا من سليمان ما لقينا من التعب ، فلو قد اجتمع سليمان وهذه المرأة وماعندها من العلم لهلكنا ، وكانت أمها جنية ، فقالوا : تعالوا نبغضها إلى سليمان ، نقول : إنقوارير فوق الماء ، وأرسل فيه السمك لتحسب أنه الماء فتكشف عن رجليها فينظرسليمان أصدقته الجن أم كذبته ، وجعل سريره في مقدم البيت ، فلما رأت الصرح حسبتهلجة الماء وكشفت عن ساقيها ، فنظر إليها سليمان ، فإذا هي من أحسن الناس قدمينورأى على ساقها شعراً كثيراً فكره سليمان ذلك ، فقالت : إن الرمانة لا تدري ما هيحتى تذوقها ، قال سليمان : ما لا يحلو في العين لا يحلو في الفم ، فلما رأت الجن أنسليمان رأى ساقيها ، قالت الجن : لا تكشفي عن ساقيك ) قال إنه صرح ممرد ( يعنىأملس ) من قوارير ( فلما رأت السرير والصرح علمت أن ملكها ليس بشيء عند ملكسليمان ، وأن ملكه من ملك الله عز وجل .ف ) قالت ( حين دخلت الصرح ) رب إني ظلمت نفسي ( يعنى بعبادتها الشمس(2/478)1صفحة رقم 479) وأسلمت ( يعنى أخلصت ) مع سليمان ( بالتوحيد ) لله رب العالمين ) [ آية : 44 ]خرت لله عز وجل ساجدة ، وتابت إلى الله عز وجل من شركها .واتخذها سليمان عليه السلام لنفسه ، فولدت له داود بن سليمان ، عليهم السلام ، وأمر لها بقرية من الشام يجئ لها خراجها ، وكانت عذراً فاتخذت الحمامات منأجلها . وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' كانت من أحسن نساء العالمين ساقين ، وهي من أزواج سليمانفي الجنة ' ، فقالت عائشة ، رضي الله عنها ، للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : هي أحسن ساقين مني ، قال النبي( صلى الله عليه وسلم ) : ' أنت أحسن ساقين في الجنة ' .تفسير سورة النمل من الآية : [ 45 - 50 ] .النمل : ( 45 ) ولقد أرسلنا إلى . . . . .وكان سليمان عليه السلام يسير بها معه إذا سار ) ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله ( يعنى وحدوا الله ) فإذا هم فريقان يختصمون ) [ آية : 45 ] مؤمنينوكافرين ، وكانت خصومتهم الآية التي في الأعراف : ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون فعقروا الناقة ([ الآيات : 75 - 77 ] ووعدهم صالح العذاب ، فقالوا : ( يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ) [ الأعراف : 77 ] فرد عليهم صالح :النمل : ( 46 ) قال يا قوم . . . . .) قال ياقوم لم تستعجلونبالسيئة قبل الحسنة ( يقول : لم تستعجلون بالعذاب قبل العافية ) لولا ( يعنى هلا) تستغفرون الله ( من الشرك ) لعلكم ( يعنى لكي ) ترحمون ) [ آية : 46 ]فلا تعذبوا في الدنياالنمل : ( 47 ) قالوا اطيرنا بك . . . . .ف ) قالوا ( يا صالح ) اطيرنا ( يعنى تشاءمنا ) بك وبمن معك ( على دينك ، وذلكأنه قحط المطر عنهم وجاعوا ، فقال : أصابنا هذا الشر من شؤمك وشؤم أصحابك(2/479)1صفحة رقم 480ف ) قال ( لهم عليه السلام : إنما ) طئركم عند الله ( يقول : الذي أصابكم هو مكتوبفي أعناقكم ) بل أنتم قوم تفتنون ) [ آية : 47 ] يعنى تبتلون ، وإنما ابتليتم بذنوبكم .النمل : ( 48 ) وكان في المدينة . . . . .) وكان في المدينة ( قرية صالح : الجمر ) تسعة رهط يفسدون في الأرض ( يعنىيعملون في الأرض بالمعاصي ) ولا يصلحون ) [ آية : 48 ] يعنى ولا يطيعون الله عزوجل فيها منهم : قدار بن سالف بن جدع ، عاقر الناقة ، واسم أمه قديرة ، ومصدع ،وداب ، ويباب إخوة بني مهرج ، وعائذ بن عبيد ، وهذيل ، وذو أعين وهما أخوان ابناعمرو ، وهديم ، وصواب ، فعقروا الناقة ليلة الأربعاء ، وأهلكهم الله عز وجل يوم السبتبصيحة جبريل ، عليه السلام .النمل : ( 49 ) قالوا تقاسموا بالله . . . . .) قالوا تقاسموا بالله ( يعنى تحالفوا بالله عز وجل ) لنبيتنه وأهله ( ليلاً بالقتليعنى صالحاً وأهله ، ) ثم لنقولن لوليه ( يعنى ذا رحم صالح أن سألوا عنه ) ما شهدنا مهلك أهله ( قالوا : ما ندري من قتل صالحاً وأهله ، ما نعرف الذين قتلوه ) وإنا لصادقون ) [ آية : 49 ] فيما نقول .النمل : ( 50 ) ومكروا مكرا ومكرنا . . . . .يقول عز وجل : ( ومكروا مكرا ( حين أرادوا قتل صالح ، عليه السلام ، وأهله ،يقول الله تعالى ) ومكرنا مكرا ( حين جثم الجبل عليهم ) وهم لا يشعرون ([ آية : 50 ] .تفسير سورة النمل من الآية : [ 51 - 58 ] .النمل : ( 51 ) فانظر كيف كان . . . . .) فانظر ( يا محمد ) كيف كان عاقبة مكرهم ( يعنى عاقبة عملهم ،وصنيعهم ، ) أنا دمرناهم ( يعنى التسعة ، يعنى أهلكناهم بالجبل حين جثم عليهم ،)( و ( دمرنا ) وقومهم أجمعين ) [ آية : 51 ] بصيحة جبريل ، عليه السلام ، فلم نبقىمنهم أحداً .النمل : ( 52 ) فتلك بيوتهم خاوية . . . . .) فتلك بيوتهم خاوية ( يعنى خربة ليس بها سكان ، ) بما ظلموا ( يعنى بما(2/480)1صفحة رقم 481أشركوا ) إن في ذلك لآية ( يعني أن في هلاكهم لعبرة ) لقوم يعلمون ) [ آية :52 ] بتوحيد الله عز وجل ،النمل : ( 53 ) وأنجينا الذين آمنوا . . . . .) وأَنجينا الذين ءامنوا ( يعنى الذين صدقوا ، من العذاب) وكانوا يتقون ) [ آية : 53 ] الشرك .النمل : ( 54 - 55 ) ولوطا إذ قال . . . . .) ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ( يعنى المعاصي ، يعنى بالمعصية إتيانالرجال شهوة من دون النساء ) وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء ( ) بل أنتم ( يعنى ولكن أنتم ) قوم تجهلون ) [ آية : 55 ]النمل : ( 56 ) فما كان جواب . . . . .) فما كان جواب قومه ( قوم لوط حين نهاهم عن المعاصي ) إلا أن قالوا ( بعضهم لبعض) أخرجوا ءال لوطٍ ( يعنى لوطاً وابنتيه ) من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) [ آية : 56 ]يعنى لوطاً وحده ، يتطهرون مثلها في الأعراف : ( يتطهرون ) [ الآية : 82 ] يعنىيتنزهون عن إتيان الرجال فإنا لا نحب أن يكون بين أظهرنا من ينهانا عن عملنا .النمل : ( 57 ) فأنجيناه وأهله إلا . . . . .يقول الله عز وجل : ( فأنجينهُ ( من العذاب ) وأهله ( يعنى وابنتيه ريثا وزعوثا ،ثم استثنى ، فقال سبحانه : ( إلا امرأته ( لم ننجها ) قدرناها ( يقول : قدرنا تركها) من الغابرين ) [ آية : 57 ] .النمل : ( 58 ) وأمطرنا عليهم مطرا . . . . .) وأمطرنا عليهم مطرا ( يعنى الحجارة ) فساء ( يعنى فبئس ) مطر المنذرين ([ آية : 58 ] يعنى الذين أنذروا بالعذاب ، فذلك قوله عز وجل : ( ولقد أنذرهم بطشتنا ) [ القمر : 36 ] يعنى عذابنا .تفسير سورة النمل من الآية : [ 59 - 64 ] .(2/481)1صفحة رقم 482النمل : ( 59 ) قل الحمد لله . . . . .و ) قل ( يا محمد ) الحمد لله ( في هلاك الأمم الخالية ، يعنى ما ذكر في هذهالسورة من هلاك فرعون وقومه ، وثمود ، وقوم لوط ، وقل : الحمد لله الذي علمك هذاالأمر الذي ذكر ، ثم قال : ( وسلم على عبادهِ الذين اصطفى ( يعنى الذين اختارهم اللهعز وجل لنفسه للرسالة ، فسلام الله على الأنبياء ، عليهم السلام ، ثم قال الله عز وجل :( ءالله خيرُ أما يشركونَ ) [ آية : 59 ] له ، يقول : الله تبارك وتعالى أفضل أم الآلهة التيتعبدونها ؟ يعنى كفار مكة كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إذا قرأ هذه الآية ، قال : ' بل ، الله خير وأبقىوأجل وأكرم ' .النمل : ( 60 ) أم من خلق . . . . .) أَمن خلق السموات والأرض وأَنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ( يعنىحيطان النخل والشجر ) ذات بهجة ( يعنى ذات حسن ) ما كان لكم ( يعنىما ينبغي لكم ) أن تنبتوا شجرها ( فتجعلوا اللآلهة نصيباً مما أخرج الله عز وجل لكممن الأرض بالمطر ، ثم قال سبحانه استفهام : ( أَءلهٌ مع الله ( يعينه على صنعه جلجلاله ، ثم قال تعالى : ( بل هم قوم يعدلون ) [ آية : 60 ] يعنى يشركون ، يعنى كفارمكة .النمل : ( 61 ) أم من جعل . . . . .ثم قال سبحانه : ( أَمن جعل الأرض قراراً ( يعنى مستقراً لا تميد بأهلها ) وجعلخلاها ( يعنى فجر نواحي الأرض ) أَنهراً ( فهي تطرد ، ) وجعل لها رواسي ( يعنىالجبال ، فتثبت بها الأرض لئلا تزول بمن على ظهرها ، ) وجعل بين البحرين ( الماءالمالح والماء العذب ) حاجزا ( حجز الله عز وجل بينهما بأمره ، فلا يختلطان ، ) أَءلهُ مَعالله ( يعينه على صنعه عز وجل ، ) بل أكثرهم ( يعنى لكن أكثرهم ، يعنى أهل مكة) لا يعلمون ) [ آية : 61 ] بتوحيد ربهم .النمل : ( 62 ) أم من يجيب . . . . .) أَمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشفُ السوء ( يعنى الضر ) ويجعلكم خُلفاءالأرض أَءلهٌ مع الله ( يعينه على صنعه ) قليلا ما تذكرون ) [ آية : 62 ] يقول : ماأقل ما تذكرونالنمل : ( 63 ) أم من يهديكم . . . . .) أَمن يهديكم في ظُلمات ( يقول : أم من يرشدكم في أهوال ) البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ( يقول : يبسط السحاب قدام المطر ،كقوله في عسق : ( وينشر رحمته ( ، الشورى [ آية : 28 ] يعنى ويبسط رحمته بالمطر ،)( أَءلهٌ مع الله ( يعينه على صنعه عز وجل ، ثم قال : ( تعالى الله ( يعنى ارتفع الله .(2/482)1صفحة رقم 483يعظم نفسه جل جلاله ) عما يشركون ) [ آية : 63 ] به من الآلهة .النمل : ( 64 ) أم من يبدأ . . . . .ثم قال تعالى : ( أَمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ( يقول : من بدأ الخلق فخلقهم ، ولم يكونواشيئاً ، ثم يعيده في الآخرة ، ) ومن يرزقكم من السماء ( يعنى المطر ) والأرض ( يعنىالنبت ) أَءلهٌ مع الله ( يعنيه على صنعه عز وجل ، ) قل ( لكفار مكة : ( هاتوا برهانكم ( يعنى هلموا بحجتكم بأنه صنع شيئاً من هذا غير الله عز وجل من الآلة ،فتكون لكم الحجة على الله تعالى ) إن كنتم صادقين ) [ آية : 64 ] بأن مع الله آلهةكما زعمتم ، يعنى الملائكة .تفسير سورة النمل من الآية : [ 65 - 75 ] .النمل : ( 65 ) قل لا يعلم . . . . .) قل لا يعلم من في السماوات ( يعنى الملائكة ) والأرض ( الناس ) الغيب ( يعنىالبعث ، يعنى غيب الساعة ) إلا الله ( وحده ، عز وجل ، ثم قال عز وجل : ( وما يشعرون أيان يبعثون ) [ آية : 65 ] يقول لكفار مكة : وما يشعرون متى يبعثون بعد الموتلأنهم يكفرون بالبعث .النمل : ( 66 ) بل ادارك علمهم . . . . .) بل ادارك علمهم في الآخرة ( يقول : علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوافيه ، وعموا عنه في الدنيا ، ) بل هم ( اليوم ) في شك منها ( يعنى من الساعة ) بل هم منها عمون ) [ آية : 66 ] في الدنياالنمل : ( 67 ) وقال الذين كفروا . . . . .) وقال الذين كفروا أَءذا كنا تُراباً وءاباؤنا أئنا(2/483)1صفحة رقم 484لمُخرجونَ ) [ آية : 67 ] من القبور أحياء نزلت في أبي طلحة ، وشيبة ، ومشافعوشرحبيل ، والحارث وأبوه ، وأطأة بن شرحبيل ،النمل : ( 68 ) لقد وعدنا هذا . . . . .) لقد وعدنا هذا ( الذي يقول محمد( صلى الله عليه وسلم ) يعنون البعث ) نحن وءاباؤنا من قبلُ ( يعنون من قبلنا ) إِن هذا ( الذي يقول محمد( صلى الله عليه وسلم ) : ( إِلا أَساطير الأولين ) [ آية : 68 ] يعنى أحاديث الأولين وكذبهم .النمل : ( 69 ) قل سيروا في . . . . .) قُل ( لكفار مكة : ( سيروا في الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة المُجرمين ) [ آية :69 ] يعنى كفار الأمم الخالية كيف كان عاقبتهم في الدنيا الهلاك ، يخوف كفار مكةمثل عذاب الأمم الخالية ، لئلا يكذبوا محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) وقد رأوا هلاك قوم لوط ، وعاد ، وثمود .النمل : ( 70 ) ولا تحزن عليهم . . . . .ثم قال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ولا تحزن عليهم ( يعنى على كفار مكة إن تولوا عنك ، ولميجيبوك ، ) وَلا تكن في ضيق مما يمكرونَ ) [ آية : 70 ] يقول : لا يضيق صدرك بما يقولونهذا دأبنا ودأبك أيام الموسم ، وهم الخراصون وهم المستهزءون .النمل : ( 71 ) ويقولون متى هذا . . . . .) وَيقولونَ متى هذا الوعد ( يعنون العذاب ، ) إِن كنتم صادقين ) [ آية : 71 ] يعنىالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحده بأن العذاب نازل بنا ،النمل : ( 72 ) قل عسى أن . . . . .) قُل عسى أَن يكون ردف لكم ( يعنى قريب لكم) بعض الذي تستعجلون ) [ آية : 72 ] فكان بعض العذاب القتل ببدر ، وسائر العذابلهم فيما بعد الموت .النمل : ( 73 ) وإن ربك لذو . . . . .ثم قال : ( وَإِن ربك لذو فضلٍ على الناس ( يعنى على كفار مكة حين لا يعجل عليهمالعذاب حين أرادوه ) ولكن أكثرهم ( يعنى أكثر أهل مكة ) لا يشكرونَ ) [ آية :73 ] الرب عز وجل في تأخير العذب عنهم ،النمل : ( 74 ) وإن ربك ليعلم . . . . .) وَإِن ربك ليعلمُ ما تكن صدورهم (يعنى ما تسر قلوبهم ) وَما يعلنون ) [ آية : 74 ] بألسنتهم .النمل : ( 75 ) وما من غائبة . . . . .) وما من غائبةٍ ( يعنى علم غيب ما يكون من العذاب ) في السماء والأرض ( وذلكحين استعجلوه بالعذاب ) إِلا في كتابٍ مُبينٍ ) [ آية : 75 ] يقول : إلا هو بين في اللوحالمحفوظ .تفسير سورة النمل من الآية : [ 76 - 82 ](2/484)1صفحة رقم 485النمل : ( 76 ) إن هذا القرآن . . . . .) إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه ( يعنى في القرآن) يختلفون ) [ آية : 76 ] يقول : هذا القرآن مبين لأهل الكتاب اختلافهم ،النمل : ( 77 ) وإنه لهدى ورحمة . . . . .) وإنه لهدى ( من الضلالة ) ورحمة ( من العذاب لمن آمن به ، فذلك قوله عز وجل :( للمؤمنين ) [ آية : 77 ] بالقرآن أنه من ربكالنمل : ( 78 ) إن ربك يقضي . . . . .) إن ربك يقضي بينهم ( يعنى بين بنيإسرائيل ) بحكمه وهو العزيز العليم ) [ آية : 78 ]النمل : ( 79 ) فتوكل على الله . . . . .) فتوكل على الله ( يعنى فثق بالله عز وجل ، وذلك حين دعى إلى ملة آبائه فأمره أنيثق بالله عز وجل ولا يهوله قول أهل مكة ، ) إنك على الحق المبين ) [ آية : 79 ] يعنىعلى الدين البين وهو الإسلام ،النمل : ( 80 ) إنك لا تسمع . . . . .ثم ضرب لكفار مكة مثلاً ، فقال سبحانه : ( انك ( يامحمد ) لا تسمع الموتى ( في النداء ، فشبه كفار مكة بالأموات كما لا يسمع الميتالنداء ، كذلك لا تسمع الكفار النداء ، ولا تفقهه ، ) ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ([ آية : 80 ] يقول : إن الأصم إذا ولى مدبراً ، ثم ناديته لم يسمع الدعاء ، وكذلك الكفار لايسمع الإيمان إذا دعى إليه .النمل : ( 81 ) وما أنت بهادي . . . . .ثم قال عز وجل للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( وما أنت بهدي العمي ( إلى الإيمان ) عن ضلالتهم (يعنى عن كفرهم ) إن تسمع ( يقول : ما تسمع الإيمان ) إِلا من يُؤمن بئايتنا ( إلا منيصدق بالقرآن أنه من الله عز وجل ، ) فهم مسلمون ) [ آية : 81 ] يقول : فهم مخلصونبتوحيد الله عز وجل .النمل : ( 82 ) وإذا وقع القول . . . . .) وإذا وقع القول عليهم ( يقول : إذا نزل العذاب بهم ، ) أخرجنا لهم دابة من الأرض ( تخرج من الصفا الذي بمكة ) تكلمهم ( بالعربية تقول : ( ان الناس (يعنى كفار مكة ) كانوا بئايتنا ( يعنى بخروج الدابة ) لا يوقنون ) [ آية : 82 ] هذا قولالدابة للناس : إن الناس بخروجي لا يوقنون ، لأن خروجها آية من آيات الله عز وجل ،(2/485)1صفحة رقم 486فإذا رآها الناس كلهم عادت إلى مكانها من حيث خرجت لها أربع قوائم ، وزغب ،وريش ، ولها جناحان ، واسمها أفضى ، فإذا خرجت بلغ رأسها السحاب .تفسير سورة النمل من الآية : [ 83 - 86 ] .النمل : ( 83 ) ويوم نحشر من . . . . .) ويوم نحشر من كل أمة فوجا ( يعنى زمراً ) ممن يكذب بئايتنا فهم يوزعون ) [ آية :83 ] يعنى فهم يساقون إلى النارالنمل : ( 84 ) حتى إذا جاؤوا . . . . .) حتى إذا جاءو قال أَكذبتم بئايتي ( يعنى بالساعة) ولم يحيطوا بها علماً ( أنها باطل ) أَما ذا كنتم تعلمون ) [ آية : 84 ] .النمل : ( 85 ) ووقع القول عليهم . . . . .) ووقع القول عليهم ( يعنى ونزل العذاب بهم ) بما ظلموا ( يعنى بما أشركوا ) فهم لا ينطقون ) [ آية : 85 ] يعنى لا يتكلمون فيها ،النمل : ( 86 ) ألم يروا أنا . . . . .ثم وعظ كفار مكة ليعتبروا في صنعهفيوحدوه عز وجل ، فقال تعالى : ( أَلم يروا أَنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً إِنفي ذلك لأيتٍ ( يقول : إن فيهما لعبرة ) لقوم يؤمنون ) [ آية : 86 ] يعنى لقوم يصدقونبتوحيد الله عز وجل .تفسير سورة النمل من الآية : [ 87 - 93 ] .النمل : ( 87 ) ويوم ينفخ في . . . . .) ويوم ينفخ في الصور ففزع ( يقول : فمات ) من في السماوات ومن في الأرض ( منشدة الخوف والفزع ، ) إلا من شاء الله ( يعنى جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملكالموت ، عليهم السلام ، ) وكل أتوهُ دخرينَ ) [ آية : 87 ] يعنى وكل البر والفاجر أتوهفي الآخرة صاغرين .(2/486)1صفحة رقم 487النمل : ( 88 ) وترى الجبال تحسبها . . . . .) وترى الجبال تحسبها جامدة ( يعنى تحسبها مكانها ) وهي تمر مر السحاب ( فتستويفي الأرض ) صنع الله الذي أتقن ( يعنى الذي أحكم ) كل شيءٍ إنهُ خبير بماتفعلون ) [ آية : 88 ] يعنى إنه خبير بما فعلتم ، نظيرها في الروم .النمل : ( 89 ) من جاء بالحسنة . . . . .) من جاء بالحسنة ( في الآخرة يعنى بلا إله إلا الله ) فله خير منها ( فيما تقديم يقولله : منها خير ) وهم من فزع يومئذ ءامنون ) [ آية : 89 ] .حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، عن ثابت البناني ، عن كعب بن عجرة ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيقوله عز وجل : ( من جاء بالحسنة ( ،النمل : ( 90 ) ومن جاء بالسيئة . . . . .) ومن جاء بالسيئة ( قال : ' هذه تنجي ، وهذهتردى ' .) ومن جاء بالسيئة ( يعنى بالشرك ) فكبت وجوههم في النار ( ثم تقول لهم خزنةجهنم : ( هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ) [ آية : 90 ] من الشركالنمل : ( 91 ) إنما أمرت أن . . . . .) إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلد ( يعنى مكة ) الذي حرمها ( من القتل والسبي وحرم فيها الصيدوغيره فلا يستحل فيها ما لا ينبغي ) وله ( ملك ) كل شيءٍ وأمرتُ أن أكونَ منالمسلمين ) [ آية : 91 ] يعنى من المخلصين بالتوحيدالنمل : ( 92 ) وأن أتلو القرآن . . . . .) و ( أمرت ) أَن أتلوا القرآن (عليكم يا أهل مكة ) فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل ( عن الإيمان بالقرآن مثلهافي الزمر ، ) فقل إنما أنا من المنذرين ) [ آية : 92 ] يعنى من المرسلين يعنى أنا كأحدالرسل .النمل : ( 93 ) وقل الحمد لله . . . . .) وقل ( يا محمد ) لحمد لله سيريكم ءايته ( يعنى العذاب في الدنيا ) فتعرفونها (أنها حق ، وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أخبرهم بالعذاب أنه نازل بهم فكذبوه ، فنزلت : ( سيريكمءايته ( يعنى القتل ببدر إذا نزل بكم فلا تستعجلون ، ثم قال سبحانه : ( وما ربك بغافلعما تعملونَ ) [ آية : 93 ] هذا وعيد ، فعذبهم الله عز وجل بالقتل ، وضربت الملائكةوجوههم وأدبارهم وعجل الله بأرواحهم إلى النار .(2/487)1صفحة رقم 488( سورة القصص )مقدمة( مكية ) 1 ( وفيها من المدني : ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ( إلى قوله ) سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) [ الآيات : 52 - 55 ] . ) 1 ( وفيها آية ليست بمكية ولا مدنية قوله : ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) [ آية : 85 ] نزلت بالجحفة أثناء الهجرة )1 ( وعداد آياتها ثمان ثمانون آية كوفية )( بسم الله الرحمن الرحيم )تفسير سورة القصص من الآية : [ 1 - 3 ] .القصص : ( 1 ) طسم) طسم ) [ آية : 1 ]القصص : ( 2 ) تلك آيات الكتاب . . . . .) تلك ءايت الكتاب ( يعنى القرآن ) المبين ) [ آية : 2 ] يعنىبين ما فيهالقصص : ( 3 ) نتلوا عليك من . . . . .) نتلوا عليك ( يعنى نقرأ عليك يا محمد ) من نبإ ( يعنى من حديث) موسى وفرعون ( اسمه فيطوس ) بالحق لقوم يؤمنون ) [ آية : 3 ] يعنى يصدقونبالقرآن .تفسير سورة القصص من الآية : [ 4 - 6 ] .القصص : ( 4 ) إن فرعون علا . . . . .ثم أخبر عن فرعون ، فقال سبحانه : ( إن فرعون علا ( يعنى تعظم ) في الأرض (يعنى أرض مصر ) وجعل أهلها ( يعنى من أهل مصر ) شيعا ( يعنى أحزاباً) يستضعف طائفة منهم ( يعنى من أهل مصر يستضعف بني إسرائيل ) يذبح ( يعنىيقتل ) أبناءهم ( يعنى أبناء بني إسرائيل ) ويستحي نساءهم ( يقول : ويترك بناتهم(2/488)1صفحة رقم 489فلا يقتلهن ، وكان جميع من قتل من بني إسرائيل ، ثمانية عشر طفلاً ) إنه ( يعنىفرعون ) كان من المفسدين ) [ آية : 4 ] يعنى كان يعمل في الأرض بالمعاصي .القصص : ( 5 ) ونريد أن نمن . . . . .يقول الله عز وجل : ( ونريد أن نمن ( يقول : نريد أن ننعم ) على الذين استضعفوا ( يعنى بني إسرائيل حين أنجاهم من آل فرعون ) في الأرض ونجعلهم أئمة ( يعنى قادة في الخير ، يقتدي بهم في الخير ) ونجعلهم الوارثين ) [ آية : 5 ]لأرض مصر بعد هلاك فرعون .القصص : ( 6 ) ونمكن لهم في . . . . .) ونمكن لهم في الأرض ( يعنى في أرض مصر ) ونرى فرعون وهمان وجنودهما (القبط ) منهم ( يعنى من بني إسرائيل ) ما كانوا يحذرون ) [ آية : 6 ] من مولودبني إسرائيل أن يكون هلاكهم في سببه ، وهو موسى ( صلى الله عليه وسلم ) ، وذلك أن الكهنة أخبروافرعون أنه يولد في هذه السنة مولود في بني إسرائيل يكون هلاكك في سببه ، فجعلفرعون على نساء بني إسرائيل قوابل من نساء أهل مصر ، وأمرهن أن يقتلن كل مولودذكر يولد من بني إسرائيل مخافة ما بلغه ، فلم يزل الله عز وجل بلطفه يصنع لموسى ، عليهالسلام ، حتى نزل بآل فرعون من الهلاك ما كانوا يحذرون ، وملك فرعون أربع مائةسنة ، وستة وأربعين سنة .تفسير سورة القصص من الآية : [ 7 - 13 ] .القصص : ( 7 ) وأوحينا إلى أم . . . . .) وأوحينا إلى أم موسى ( واسمها يوكابد من ولد لاوى بن يعقوب ) أن أرضعيه ( فأمرها جبريل ، عليه السلام ، بذلك ) فإذا خفت عليه ( القتل وكانت(2/489)1صفحة رقم 490أرضعته ثلاثة أشهر ، وكان خوفها أنه كان يبكي من قلة اللبن ، فيسمع الجيران بكاءالصبي ، فقال : ( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ( يعنى في البحر ، وهو بحر النيل ،فقالت : رب ، إني قد علمت أنك قادر على ما تشاء ، ولكن كيف لي أن ينجو صبيصغير من عمق البحر ، وبطون الحيتان ، فأوحى الله عز وجل إليها أن تجعله في التابوت ،ثم تقذفه في اليم ، فإني أوكل به ملك يحفظه في اليم ، فصنع لها التابوت حزقيل القبطي ،ووضعت موسى في التابوت ، ثم ألقته في البحر يقول الله عز وجل : ( ولا تخافي ( عليه ،الضيعة ) ولا تحزني ( عليه القتل ) إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) [ آية : 7 ]إلى مصر فصدقت ، بذلك ففعل الله عز وجل ذلك به ، وبارك الله تعالى على موسى ، عليهالسلام ، وهو في بطن أمه ثلاث مائة وستين بركة .القصص : ( 8 ) فالتقطه آل فرعون . . . . .) فالتقطه ءال فرعون ( من البحر من بين الماء والشجر ، وهو في التابوت ، فمنثم سمي موسى ، بلغة القبط الماء : مو ، والشجر : سى ، فسموه موسى ، ثم قال تعالى) ليكون لهم عدوا ( في الهلاك ) وحزنا ( يعنى وغيظاً في قتل الأبكار ، فذلك قولهعز وجل : ( وإنهم لنا لغائظون ) [ الشعر : 55 ] لقتلهم أبكارنا ، ثم قال سبحانه :( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) [ آية : 8 ] .القصص : ( 9 ) وقالت امرأة فرعون . . . . .) وقالت امرأتُ فرعونَ ( واسمها آسية بنت مزاحم ، عليها السلام : ( قرت عين ليولك لا تقتلوهُ ( فإنا آتينا به من أرض أخرى ، وليس من بني إسرائيل ، ) عسى أن ينفعنا ( فنصيب منه خيراً ) أو نتخذه ولدا ( يقول الله عز وجل : ( وهم لا يشعرون ) [ آية : 9 ] أن هلاكهم في سببه .القصص : ( 10 ) وأصبح فؤاد أم . . . . .) وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به ( وذلك أنها رأت التابوتيرفعه موج ويضعه آخر ، فخشيت عليه الغرق ، فكادت تصيح شفقة عليه ، فذلك قولهعز وجل : ( إن كادت لتبدي به ( يقول : إن همت لتشعر أهل مصر بموسى ، عليهالسلام ، أنه ولدها ) لولا أن ربطنا على قلبها ( بالإيمان ) لتكون من المؤمنين ([ آية : 10 ] يعنى من المصدقين بتوحيد الله عز وجل ، حين قال لها : ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ( .القصص : ( 11 ) وقالت لأخته قصيه . . . . .) وقالت ( أم موسى ) لأخته ( يعنى أخت موسى لأبيه وأمه ، واسمها مريم :( قصيه ( يعنى قصى أثره في البحر ، وهو في التابوت يجري في الماء ، حتى تعلمي(2/490)1صفحة رقم 491علمه من يأخذه ) فبصرت به عن جنب ( يعنى كأنها مجانبة له بعيداً من أن ترقبهكقوله تعالى : ( والجار الجنب ) [ النساء : 36 ] يعنى بعيداً منهم من قوم آخرين ،وعينها إلى التابوت معرضة بوجهها عنه إلى غيره ، ) وهم لا يشعرون ) [ آية : 11 ] أنهاترقبه .القصص : ( 12 ) وحرمنا عليه المراضع . . . . .) وحرمنا عليه المراضع من قبل ( أن يصير إلى أمه ، وذلك أنه لم يقبل ثدي امرأة) فقالت ( أخته مريم : ( هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ( يعنى يضمنون لكمرضاعة ، ) وهم له ( للولد ) ناصحون ) [ آية : 12 ] هن أشفق عليه وأنصح له منغيره ، فأرسل إليها فجاءت ، فلما وجد الصبي ريح أمه قبل ثديها .القصص : ( 13 ) فرددناه إلى أمه . . . . .فذلك قوله عز وجل : ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ( لقوله : ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ( ثم قال تعالى : ( ولكن أكثرهم ( يعنى أهل مصر ) لا يعلمون ) [ آية : 13 ] بأن وعد الله عز وجل حق .تفسير سورة القصص من الآية : [ 14 - 15 ] .القصص : ( 14 ) ولما بلغ أشده . . . . .) ولما بلغ ( موسى ) أشده ( يعنى لثماني عشرة سنة ، ) واستوى ( يعنى أربعينسنة ) ءاتيناهُ حكماً وعلماً ( يقول : أعطيناه علماً وفهماً ، ) وكذلك نجزي المحسنين ([ آية : 14 ] يقول : هكذا نجزي من أحسن ، يعنى من آمن بالله عز وجل ، وكان بقريةتدعى خانين على رأس فرسخين ، فأتى المدينة فدخلها نصف النهار .القصص : ( 15 ) ودخل المدينة على . . . . .فذلك قوله عز وجل : ( ودخل المدينة ( يعنى القرية ) على حين غفلة من أهلها (يعنى نصف النهار ، وقت القائلة ، ) فوجد فيها رجلين ( كافرين ) يقتتلان هذا من شيعته ( يعنى هذا من جنس موسى ، من بني إسرائيل ) وهذا ( الآخر ) من عدوه (من القبط ، ) فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى ( بكفه مرة واحدة ،)( فقضى عليه ( الموت ، وكان موسى ، عليه السلام ، شديد البطش ، ثم ندم موسى ، عليهالسلام ، فقال : إني لم أومر بالقتل ، ) قال هذا من عمل الشيطان ( يعنى من تزيين الشيطان) إنه عدو مضل مبين ) [ آية : 15 ] .(2/491)1صفحة رقم 492تفسير سورة القصص من الآية : [ 16 - 19 ] .القصص : ( 16 ) قال رب إني . . . . .) قال رب إني ظلمت نفسي ( يعني أضررت نفسي بقتل النفس ، ) فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) [ آية : 16 ] بخلقهالقصص : ( 17 ) قال رب بما . . . . .) قال رب بما أنعمت علي ( يقول : إذ أنعمتعلي بالمغفرة ، فلم تعاقبني بالقتل ، ) فلن ( أعوذ أن ) أكون ظهيرا للمجرمين ) [ آية :17 ] يعنى معيناً للكافرين ، فيما بعد اليوم ، لأن الذي نصره موسى كان كافراً .القصص : ( 18 ) فأصبح في المدينة . . . . .) فأصبح ( موسى من الغد ) في المدينة خائفا يترقب ( يعنى ينتظر الطلب ، ) فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ( يعنى يستغيثهُ ثانية على رجل آخر كافر من القبط) قال له موسى ( للذي نصره بالأمس ، الإسرائيلي : ( إنك لغوي مبين ) [ آية : 18 ]يقول : إنك لمضل مبين قتلت أمس في سببك رجلاً .القصص : ( 19 ) فلما أن أراد . . . . .) فلما أن أراد أن يبطش ( الثانية بالقبطي ) بالذي هو عدو لهما ( يعنى عدواً لموسىوعدواً للإسرائيلي ، ظن الإسرائيلي أن موسى يريد أن يبطش به لقول موسى له : ( إنك لغوي مبين ( ) قال ( الإسرائيلي : ( يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد ( يعنى ما تريد ) إلا أن تكون جبارا ( يعنى قتالاً ) في الأرض ( مثل سيرة الجبابرةالقتل في غير حق ) وما تريد أن تكون من المصلحين ) [ آية : 19 ] يعنى من المطيعين لله عزوجل في الأرض ، ولم يكن أهل مصر علموا بالقاتل ، حتى أفشى الإسرائيلي علىموسى ، فلما سمع القبطي بذلك انطلق ، فأخبرهم أن موسى هو القاتل ، فائتمروا بينهمبقتل موسى .تفسير سورة القصص من الآية : [ 20 - 28 ] .(2/492)1صفحة رقم 493القصص : ( 20 ) وجاء رجل من . . . . .) وجاء رجل ( فجاء حزقيل بن صابون القبطي ، وهو المؤمن ) من أقصا المدينة (يعنى أقصى القرية ) يسعى ( على رجليه ، ف ) قال يا موسى إن الملأ ( من أهل مصر) يأتمرون بك ليقتلوك ( بقتلك القبطي ، ) فأخرج ( من القرية ) إني لك من الناصحين ) [ آية : 20 ] .القصص : ( 21 ) فخرج منها خائفا . . . . .) فخرج ( موسى ، عليه السلام ، ) منها ( من القرية ) خائفا ( أن يقتل ) يترقب (يعنى ينتظر الطلب ، وهو هارب منهم ) قال رب نجني من القوم الظالمين ) [ آية : 21 ] يعنىالمشركين ، أهل مصر ، فاستجاب الله عز وجل له ، فأتاه جبريل ، عليه السلام ، فأمره أنيسير تلقاء مدين ، وأعطاه العصا ، فسار من مصر إلى مدين في عشرة أيام بغير دليل .القصص : ( 22 ) ولما توجه تلقاء . . . . .فذلك قوله عز وجل : ( ولما توجه تلقاء مدين ( بغير دليل خشي أن يضل الطريق) قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) [ آية : 22 ] يعنى يرشدني قصد الطريق إلىمدين فبلغ مدين .القصص : ( 23 ) ولما ورد ماء . . . . .فذلك قوله تعالى : ( ولما ورد ماء مدين ( ابن إبراهيم خليل الرحمنلصلبه عليهم السلام ، وكان الماء لمدين فنسب إليه ، ثم قال : ( وجد عليه أمة ( يقول :وجد موسى على الماء جماعة ) من الناس يسقون ( أغنامهم ، ) ووجد من دونهم امرأتين تذودان ( يعنى حابستين الغنم لتسقي فضل ماء الرعاء ، وهما ابنتا شعيب النبي( صلى الله عليه وسلم ) : واسم الكبرى صبورا ، واسم الصغرى عبرا ، وكانتا توأمتين ، فولدت الأولى قبلالأخرى بنصف نهار ، ) قال ( لهما موسى : ( ما خطبكما ( يعنى ما أمركما ، ) قالتا لا نسقي ( الغنم ) حتى يصدر الرعاء ( بالغنم راجعة من الماء إلى الرعي ، فنسقيفضلتهم ) وأبونا شيخ كبير ) [ آية : 23 ] لا يستطيع أن يسقى الغنم من الكبر ، فقاللهما موسى ، عليه السلام : أين الماء ؟ فانطلقا به إلى الماء ، فإذا الحجر على رأس البئر لا(2/493)1صفحة رقم 494يزيله إلا عصابة من الناس ، فرفعه موسى ، عليه السلام ، وحده بيده ، ثم أخذ الدلو ، فأدلىدلواً واحداً ، فأفرغه في الحوض ، ثم دعا بالبركة .القصص : ( 24 ) فسقى لهما ثم . . . . .) فسقى لهما ( الغنم ، فرويت ) ثم تولي ( يعنى انصرف ) إلى الظل ( ظلشجرة ، فجلس تحتها من شدة الحر وهو جائع ، ) فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) [ آية : 24 ] يعنى إلى الطعام ، فرجعت الكبيرة إلى موسى لتدعوه .القصص : ( 25 ) فجاءته إحداهما تمشي . . . . .فذلك قوله عز وجل : ( فجاءته إحداهما ( يعنى الكبرى ) تمشي على استحياء (يعنى على حياء ، وهي التي تزوجها موسى ، عليه السلام ، ف ) قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ( وبين موسى وبين أبيها ثلاثة أميال ، فلولا الجوع الذيأصابه ما اتبعها ، فقام يمشي معها ، ثم أمرها أن تمشي خلفه وتدله بصوتها على الطريقكراهية أن ينظر إليها ، وهما على غير جادة ، يقول : ( فلما جاءه ( : فلما أتى موسىشعيباً ، عليهما السلام ، ) وقص عليه ( يعنى على شعيب ) القصص ( الذي كان منأمره أجمع ، أمر القوابل اللائى قتلن أولاد بني إسرائيل ، وحين ولد وحين قذف فيالتابوت في اليم ، ثم المراضع بعد التابوت ، حتى أخبره بقتل الرجل من القبط ، ) قال (له شعيب : ( لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) [ آية : 25 ] يعنى المشركين .القصص : ( 26 ) قالت إحداهما يا . . . . .) قالت إحداهما ( وهي الكبرى ) ياأبت استئجره إن خير من استئجرت ( يقول :إن الذي استأجرت هو ) القوي الأمين ) [ آية : 26 ] قال شعيب لابنته : من أين علمتقوته ؟ وأمانته ؟ قالت : أزال الحجر وحده عن رأس البئر ، وكان لا يطيقه إلا رجال ،وذكرت أنه أمرها أن تمشي خلفه كراهية أن ينظر إليها .القصص : ( 27 ) قال إني أريد . . . . .ف ) قال ( شعيب لموسى ، عليهما السلام : ( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي ( يعنىأن أزواجك إحدى ابنتي ) هاتين على أن تأجرني ( نفسك ) ثمنى حجج فإن اتممتعشراً ( يعنى عشر سنين ، ) فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ( في العشر) ستجدني إن شاء الله من الصالحين ) [ آية : 27 ] يعنى من الرافقين بك ، كقولموسى لأخيه هارون : ( اخلفني في قومي وأصلح ) [ آية : الأعراف : 142 ] يعنىوارفق بهم ، في سورة الأعراف(2/494)1صفحة رقم 495القصص : ( 28 ) قال ذلك بيني . . . . .) قال ( موسى : ( ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت ( ثماني سنين ، أوعشر سنين ، ) فلا عدوان ( يعنى فلا سبيل ) علي والله على ما نقول وكيل ) [ آية : ] 28 ] يعنى شهيد فيما بيننا ، كقوله عز وجل : ( وكفى بالله وكيلا ) [ النساء : 81 ]يعنى شهيداً ، فأتم موسى ، عليه السلام ، عشر سنين على أن يزوج ابنته الكبرىاسمهاصبورا بنت شعيب بن نويب بن مدين بن إبراهيم ،تفسير سورة القصص من الآية : [ 29 - 32 ] .القصص : ( 29 ) فلما قضى موسى . . . . .) فلما قضى موسى الأجل ( السنين العشر ، ) وسار بأهله ( ليلة الجمعة) ءانس ( يعنى رأى ) من جانب ( يعنى من ناحية ) الطور ( يعنى الجبل ) نارا (وهو النور بأرض المقدسة ، ف ) قال لأهله امكثوا ( مكانكم ) إني ءانست ناراً ( يقول :إن رأيت ناراً ) لعلىءاتيكم منها بخبر ( أين الطريق وكان قد تحير ليلاً ، فإن لم أجد منيخبرني ، ) أو جذوة ( يعنى آتيكم بشعلة ، وهو عود قد احترق بعضه ) من النار لعلكم ( يعنى لكي ) تصطلون ) [ آية : 29 ] من البرد ، فترك موسى ، عليه السلام ،امرأته وولده في البرية بين مصر ومدين ، ثم استقام فذهب بالرسالة ، فأقمت امرأتهمكانها ثلاثين سنة في البرية مع ولدها وغنمها ، فمر بها راع فعرفها ، وهي حزينة تبكي ،فانطلق بها إلى أبيها .القصص : ( 30 ) فلما أتاها نودي . . . . .) فلما أتاها ( أتى النار ) نودي ( ليلاً ) من شاطىء يعنى من جانب ( ، يعنىمن الناحية ) الواد الأيمن ( يعنى يمين الجبل ) في البقعة المباركة ( والمباركة ، لأنالله عز وجل كلم موسى ، عليه السلام ، في تلك البقعة نودى ) من الشجرة ( وهي(2/495)1صفحة رقم 496عوسجة ، وكان حول العوسجة شجر الزيتون ، فنودى ) أن ياموسى ( في اتقديم) إني أنا الله ( الذي ناديتك ) رب العالمين ) [ آية : 30 ] هذا كلامه عز وجللموسى ، عليه السلام .القصص : ( 31 ) وأن ألق عصاك . . . . .) وأن ألق عصاك ( وهي ورق الآس أس الجنة من يدك ) فلما رءاها تهتز ( تحرك) كأنها جان ( يقول : كأنها حية لم تزل . قال الهذيل ، عن غير مقاتل : ( كأنها جان (يعنى شيطان ) ولى مدبرا ( من الرهب من الحية ، يعنى من الخوف ، فيها تقديم ) ولم يعقب ( يعنى ولم يرجع ، سبحانه : ( يا موسى أقبل ولا تخف ( من الحية ) إنك من الآمنين ) [ آية : 31 ] من الحية .القصص : ( 32 ) اسلك يدك في . . . . .) اسلك ( يعنى ادخل ) يدك ( اليمنى ) في جيبك ( فجعلها في جيبه من قبلالصدر ، وهى مدرعة من صوف مضربة ) تخرج ( يدك من الجيب ) بيضاء من غير سوء ( يعنى من غير برص لها شعاع كشعاع الشمس ، يغشى البصر ) واضمم إليك جناحك ( يعنى عضدك من يدك ) من الرهب فذانك برهانان من ربك ( يعنى آيتينمن ربك يعنى اليد والعصا ) إلى فرعون وملإيه إنهم كانوا قوماً فاسقين ) [ آية : ] 32 ] يعنى عاصين .تفسير سورة القصص من الآية : [ 33 - 37 ] .القصص : ( 33 ) قال رب إني . . . . .) قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون ) [ آية : 33 ]القصص : ( 34 ) وأخي هارون هو . . . . .) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا ( يعنى عوناً لكى ) يصدقني ( وهارون يومئذ بمصرلكي يصدقني فرعون ) إني أخاف أن يكذبون ) [ آية : 34 ] .القصص : ( 35 ) قال سنشد عضدك . . . . .) قال سنشد عضدك بأخيك ( يعنى ظهرك بأخيك هارون ) ونجعل لكما سلطانا (يعنى حجة بآياتنا ، يعنى اليد والعصا ، فيها تقديم ) فلا يصلون إليكما ( بقتل ، يعنىفرعون وقومه لقولهما في طه : ( إننا نخاف أن يفرط علينا بالقاتل أو أن يطغى ( ،(2/496)1صفحة رقم 497فذلك قوله سبحانه : ( فلا يصلون إليكما ( ) بئاياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ) [ آية : ] 35 ] .القصص : ( 36 ) فلما جاءهم موسى . . . . .) فلما جاءهم موسى بئاياتنا ( اليد والعصا ) بينات ( يعنى واضحات التي في طهوالشعراء ، ) قالوا ما هذا ( الذي جئت به يا موسى ، ) إلا سحر مفترى ( افتريته ياموسى ، أنت تقولته وهارون ) و ( قالوا : ( وما سمعنا بهذا في ءابائنا الأولين ([ آية : 36 ] يعنى اليد والعصا .القصص : ( 37 ) وقال موسى ربي . . . . .) و ( لما كذبوه بما جاء به ) وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده (فإني جئت بالهدى من عند الله عز وجل ، ) و ( هو أعلم ب ) ومن تكون له عاقبة الدار ( يعنى دار الجنة ألنا أو لكم ؟ ثم قال : ( إنه لا يفلح الظالمون ) [ آية : 37 ] فيالآخرة لا يفوز المشركون ، يعنى لا يسعدون .تفسير سورة القصص من الآية : [ 38 - 42 ] .القصص : ( 38 ) وقال فرعون يا . . . . .) وقال فرعون يا أيها الملأ ( يعنى الأشراف من قومه ) ما علمت لكم من إله غيري ( هذا القول من فرعون كفر ) فأوقد لي ياهامان على الطين فأجعل لي صرحاً (يقول : أوقد النار على الطين حتى يصير اللبن أجراً ، وكان فرعون أول من طبخ الأجروبناه ، ) فاجعل لي صرحا ( يعنى قصراً طويلاً ، ) لعلي أطلع إلى إله موسى ( فبنى ،وكان ملاطة خبث القوارير ، فكان الرجل لا يستطيع القيام عليه مخافة أن تنسفه الريح ،ثم قال فرعون : فاطلع إلى إله موسى ) وإني لأظنه ( يقول : إني لأحسب موسى) من الكاذبين ) [ آية : 38 ] بما يقول : إن في السماء إلهاً .القصص : ( 39 ) واستكبر هو وجنوده . . . . .) واستكبر ( فرعون ) هو وجنوده ( عن الإيمان ) في الأرض بغير الحق (يعنى بالمعاصي ) وظنوا ( يقول : وحسبوا ) أنهم إلينا لا يرجعون ) [ آية : 39 ] .أحياء بعد الموت في الآخرة .(2/497)1صفحة رقم 498يقول الله عز وجل : ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ( يعنى فقذفناهم في نهرالنيل الذي بمصر ) فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) [ آية : 40 ] يعنىالمشركين ، أهل مصر كان عاقبتهم الغرق ،القصص : ( 41 ) وجعلناهم أئمة يدعون . . . . .) وجعلنهم أئمةً ( يعنى قادة في الشرك) يدعون إلى النار ( يعنى يدعون إلى الشرك ، وجعل فرعون والملأ قادة الشرك ،وأتبعناهم أهل مصر ) ويوم القيامة لا ينصرون ) [ آية : 41 ] يعنى لا يمنعون منالعذابالقصص : ( 42 ) وأتبعناهم في هذه . . . . .) وأتبعنهم في هذه الدنيا لعنة ( يعنى الغرق ) ويوم القيمة ( في النار) هم من المقبوحين ) [ آية : 42 ] .تفسير سورة القصص من الآية : [ 43 - 48 ] .القصص : ( 43 ) ولقد آتينا موسى . . . . .) ولقد ءاتينا موسى الكتب من بعد ما أهلكنا ( بالعذاب في الدنيا ) القرون الأولى ( يعنى نوحاً ، وعاداً ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وقوم شعيب ، وغيرهم كانوا قبلموسى ، ثم قال عز وجل : ( بصائر للناس ( يقول : في هلاك الأمم الحالية بصيرة لبنيإسرائيل ، ) وهدى ( يعنى التوراة هدى من الضلالة لمن عمل بها ، ) ورحمة ( لم آمنبها من العذاب ) لعلهم ( يعنى لكي ) يتذكرون ) [ آية : 43 ] فيؤمنوا بتوحيد الله ،عز وجل .القصص : ( 44 ) وما كنت بجانب . . . . .) وما كنت ( يا محمد ) بجانب ( يعنى بناحية ، كقوله عز وجل : ( جانب البر ([ الإسراء : 68 ] يعنى ناحية البر ) الغربي ( بالأرض المقدسة ، والغربي ، يعنى غربيالجبل حيث تغرب الشمس ) إذ قضينا إلى موسى الأمر ( يقول : إذ عهدنا إلى موسىالرسالة إلى فرعون وقومه ، ) وما كنت من الشاهدين ) [ آية : 44 ] لذلك الأمر .(2/498)1صفحة رقم 499القصص : ( 45 ) ولكنا أنشأنا قرونا . . . . .) ولكنا أنشأنا قرونا ( يعنى خلفنا قروناً ، ) فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا ( يعنى شاهداً ) في أهل مدين تتلوا عليهم ءاياتنا ( يعنى تشهد مدين ، فتقرأعلى أهل مكة أمرهم ) ولكنا كنا مرسلين ) [ آية : 45 ] يعنى أرسلناك إلى أهلمكة لتخبرهم بأمر مدين .القصص : ( 46 ) وما كنت بجانب . . . . .) وما كنت بجانب الطور ( يعنى بناحية من الجبل الذي كلم الله عز وجل عليهموسى ، عليه السلام ، ) إذ نادينا ( يعنى إذ كلمنا موسى ، وآتيناه التوراة ) ولكن رحمة من ربك ( يقول : ولكن القرآن رحمة ، يعنى نعمة من ربك النبوة اختصصتبها ، إذ أوحينا إليك أمرهم لتعرف كفار نبوتك ، فذلك قوله : ( لتنذر قوما ( يعنىأهل مكة بالقرآن ) ما أتاهم من نذير ( يعنى رسولاً ) من قبلك لعلهم ( يعنى لكي) يتذكرون ) [ آية : 46 ] فيؤمنوا .القصص : ( 47 ) ولولا أن تصيبهم . . . . .) ولولا أن تصيبهم مصيبة ( يعنى العذاب في الدنيا ) بما قدمت أيديهم ( منالمعاصي ، يعنى كفار مكة ) فيقولوا ربنا لولآ أرسلت إلينا رسولاً فنتبع ءاياتك ( يعنىالقرآن ) ونكون من المؤمنين ) [ آية : 47 ] يعنى المصدقين ، فيها تقديم ، يقول : لولاأن يقولوا : ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك ، ونكون من المؤمنين لأصابتهممصيبة بما قدمت أيديهم .القصص : ( 48 ) فلما جاءهم الحق . . . . .) فلما جاءهم الحق ( يعنى القرآن ) من عندنا قالوا لولا ( يعنى هلا ) أوتي مثل ما أوتي موسى ( يعنى أعطى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) القرآن جملة مكتوبة كما أعطى موسى التوراة) أولم يكفروا بما أوتى موسى من قبل ( قرآن محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ) قالوا سحران تظاهرا ( يعنونالتوراة والقرآن ، ومن قرأ ' ساحران ' يعنى موسى ومحمداً ، صلى الله عليهما ، ' تظاهرا ' ،يعنى تعاونا على الضلالة ، يقول : صدق كل واحد منهما الآخر ، ) وقالوا إنا بكل كافرون ) [ آية : 48 ] يعني بالتوراة وبالقرآن لا نؤمن بهما .تفسير سورة القصص من الآية : [ 49 - 55 ] .(2/499)1صفحة رقم 500القصص : ( 49 ) قل فأتوا بكتاب . . . . .يقول الله عز وجل لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) : ( قل ( لكفار مكة ) فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى ( لأهله ) منهما أتبعه إن كنتم صادقين ) [ آية : 49 ] بأنهما ساحران تظاهراالقصص : ( 50 ) فإن لم يستجيبوا . . . . .) فإن لم يستجيبوا لك ( فإن لم يفعلوا : أن يأتوا بمثل التوراة والقرآن ) فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ( بغير علم ) ومن أضل ( يقول : فلا أحد أضل ) ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) [ آية : 50 ] إلى دينه عز وجل .القصص : ( 51 ) ولقد وصلنا لهم . . . . .) ولقد وصلنا لهم القول ( يقول : ولقد بينا لكفار مكة ما في القرآن من الأممالخالية ، كيف عذبوا بتكذيبهم رسلهم ، ) لعلهم ( يعنى لكي ) يتذكرون ) [ آية :51 ] فيخافوا فيؤمنوا .القصص : ( 52 ) الذين آتيناهم الكتاب . . . . .) الذين ءاتيناهم الكتاب ( يعنى أعطيناهم الإنجيل ) من قبله ( يعنى القرآن ) هم به يؤمنون ) [ آية : 52 ] يعنى هم بالقرآن مصدقون بأنه من الله عز وجل نزلت في مسلمىأهل الإنجيل ، وهم أربعون رجلاً من أهل الإنجيل ، أقبلوا من الشام بحيري ، وأبرهة ،والأشراف ، ودريد ، وتمام ، وأيمن ، وإدريس ، ونافع .القصص : ( 53 ) وإذا يتلى عليهم . . . . .فنعتهم الله عز وجل ، فقال سبحانه : ( وإذا يتلى عليهم ( آياتنا ، يقول : وإذا قرئ عليهمالقرآن ) قالوا ءامنا به ( يعني صدقنا بالقرآن ) إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) [ آية : 53 ] يقول : إنا كنا من قبل هذا القرآن مخلصين لله عز وجل بالتوحيد .القصص : ( 54 ) أولئك يؤتون أجرهم . . . . .يقول الله عز وجل : ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ( أجراً بتمسكهم بالإسلامحين أدركوا محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) ، فآمنوا به ، وأجرهم بالإيمان بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلما اتبعوا النبي ( صلى الله عليه وسلم )شتمهم كفار قومهم في متابعة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فصفحوا عنهم وردوا معروفاً ، فأنزل الله عزوجل : ( ويدرءون بالحسنة السيئة ( ما سمعوا من قومهم من الأذى ) ومما رزقنهم (من الأموال ) ينفقون ) [ آية : 54 ] في طاعة الله عز وجل .القصص : ( 55 ) وإذا سمعوا اللغو . . . . .) وإذا سمعوا اللغو ( من قومهم ، من الشر والشتم والأذى ، ) أعرضوا عنه (يعنى عن اللغو ، فلم يردوا عليهم مثل ما قيل لهم ، ) وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ( يعنىلنا ديننا ولكم دينكم ، وذلك حين عيروهم بترك دينهم ، وقالوا لكفار قومهم : ( سلام(2/500)1صفحة رقم 501عليكم ( يقول : ردوا عليهم معروفاً ) لا نبتغي الجاهلين ) [ آية : 55 ] يعنى لا نريد أنتكون مع أهل الجهل والسفة .تفسير سورة القصص من الآية : [ 56 - 59 ] .القصص : ( 56 ) إنك لا تهدي . . . . .) إنك لا تهدى من أحببت ( وذلك أن أبا طالب بن عبد المطلب ، قال : يا معشر بنيهاشم ، أطيعوا محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) ، وصدقوه تفلحوا وترشدوا ، قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' يا عم ، تأمرهمبالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك ' ، قال : فما تريد يا ابن أخي ؟ قال : ' أريد منك كلمةواحدة ، فإنك في آخر يوم من الدنيا ، أن تقول : لا إله إلا الله ، أشهد لك بها عند الله 'عز وجل ، قال : يا ابن أخي ، قد عملت أنك صادق ، ولكنى أكره أن يقال : جزع عندالموت ، ولولا أن يكون عليك ، وعلى بني أبيك غضاضة وسبة لقلتها ، ولأقررت بعينكعند الفراق لما أرى من شدة وجدك ونصيحتك ، ولكن سوف أموت على ملة أشياخعبد المطلب ، وهاشم وعبد مناف ، فأنزل الله عز وجل : ( إنك ( يا محمد ) لا تهدي منأَحببت ) ) إلى الإسلام ( ( ولكن الله يهدي من يشاء وهو أَعلم بالمهتدين ) [ آية : 56 ]يقول : وهو أعلم بمن قدر له الهدى .القصص : ( 57 ) وقالوا إن نتبع . . . . .) وقالوا إِن نتبع الهُدى معك نتخطف من أرضنا ( نزلت في الحارث بن نوفل بن عبدمناف القرشي ، وذلك أنه قال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : إنا لنعلم أن الذي تقول حق ، ولكنا يمنعنا أننتبع الهدى معك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا ، يعنى مكة ، فإنما نحن أكلة رأسالعرب ، ولا طاقة لنا بهم ، يقول الله تعالى : ( أَوَلم نمكن لهم حرماً ءامناً يجبى إليه (يحمل إلى الحرم ) ثمراتُ كل شيء ( يعنى بكل شيء من ألوان الثمار ) رزقاً من لدنا (يعنى من عندنا ) ولكن أكثرهم ( يعنى أهل مكة ) لا يعلمون ) [ آية : 57 ]يقول : هم يأكلون رزقي ويعبدون غيري وهم آمنون في الحرم من القتل والسبى ،(2/501)1صفحة رقم 502فكيف يخافون لو أسلموا أن لا يكون ذلك لهم ، نجعل لهم الحرم آمناً من الشرك ونخوفهمفي الإسلام ؟ فإنا لا نفعل ذلك بهم لو أسلموا .القصص : ( 58 ) وكم أهلكنا من . . . . .ثم خوفهم عز وجل ، فقال سبحانه : ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها (يقول : بطروا وأشروا يتقلبون في رزق الله عز وجل ، فلم يشكروا الله تعالى في نعمهفأهلكهم بالعذاب ) فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم ( يعنى من بعد هلاك أهلها) إلا قليلا ( من المساكن فقد يسكن في بعضها ) وكنا نحن الوارثين ) [ آية : 58 ]لما خلفوا من بعد هلاكهم يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية حين قالوا : نتخوفأن نتخطف من مكة .القصص : ( 59 ) وما كان ربك . . . . .ثم قال الله عز وجل : ( وما كان ربك مهلك القرى ( يعنى معذب أهل القرى الخالية) حتى يبعث في أمها رسولا ( يعنى في أكبر تلك القرى رسولاً ، وهي مكة ) يتلوا عليهمءاياتنا ( يقول : يخبرهم الرسول بالعذاب بأنه نازل بهم في الدنيا إن لم يؤمنوا ) وما كنا مهلكي القرى ( يعنى معذبي أهل القرى في الدنيا ) إلا وأهلها ظالمون ([ آية : 59 ] يقول : إلا وهم مذنبون ، يقول : لم نعذب على غير ذنب .تفسير سورة القصص من الآية : [ 60 - 70 ] .القصص : ( 60 ) وما أوتيتم من . . . . .) وما أوتيتم من شيءٍ ( يقول : وما أعطيتم من خير ، يعنى به كفار مكة ) فمتاعالحيوة الدنيا وزينتها ( يقول : تمتعون في أيام حياتكم ، فمتاع الحياة الدنيا وزينتها إلى فناء(2/502)1صفحة رقم 503) وما عند الله ( من الثواب ) خير وأبقى ( يعنى أفضل وأدوم لأهله مما أعطيتم فيالدنيا ) أفلا تعقلون ) [ آية : 60 ] أن الباقي خير من الفاني الذاهب .القصص : ( 61 ) أفمن وعدناه وعدا . . . . .) أفمن وعدناه ( يعنى أفمن وعده الله عز وجل ، يعنى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الدنيا ) وعدا حسنا ( يعنى الجنة ) فهو لاقيه ( فهو معاينة يقول : مصيبة ) كمن متعناه متاع الحيوةالدنيا ( بالمال ) ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) [ آية : 61 ] النار ، يعنى أبا جهل بنهشام ، لعنه الله ، ليسا بسواء ، نظيرها في الأنعام .القصص : ( 62 ) ويوم يناديهم فيقول . . . . .) ويوم يناديهم ( يعنى كفار مكة ) فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) [ آية :62 ] في الدنيا أن معي شريكاًالقصص : ( 63 ) قال الذين حق . . . . .) قال الذين حق عليهم القول ( يعنى وجب عليهم كلمةالعذاب وهم الشياطين ، حق عليهم القول يوم قال الله تعالى وذكره ، لإبليس : ( لأملأن جهنم منكم أجمعين ) [ الأعراف : 18 ] ، فقالت الشياطين في الآخرة : ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا ( يعنون كفار بني آدم ، يعنى هؤلاء الذين أضللناهم كما ضللنا) تبرأنا إليك ( منهم يا رب ) ما كانوا إيانا يعبدون ) [ آية : 63 ] فتبرأت الشياطينممن كان يعبدها .القصص : ( 64 ) وقيل ادعوا شركاءكم . . . . .) وقيل ( لكفار بني آدم ) ادعوا شركاءكم ( يقول سلوا الآلهة : أهم الآلهة ؟ ) فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ( يقول : سألوهم فلم تجبهم الآلهة ، نظيرها في الكهف . يقول الله تعالى :( ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون ) [ آية : 64 ] من الضلالة يقول : لو أنهم كانوامهتدين في الدنيا ما رأوا العذاب في الآخرة .القصص : ( 65 ) ويوم يناديهم فيقول . . . . .) ويوم يناديهم ( يقول : ويوم يسألهم ، يعنى كفار مكة يسألهم الله عز وجل ، ) فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) [ آية : 65 ] في التوحيدالقصص : ( 66 - 67 ) فعميت عليهم الأنباء . . . . .) فعميت عليهم الأنباء ( يعنى الحجج) يومئذ فهم لا يتساءلون ) [ آية : 66 ] يعنى لا يسأل بعضهم بعضاً عن الحجج ، لأن