عدد الزوار 200 التاريخ 23-02-2020
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (النُّورِ) [1] سُمِّيَت هذه السورةُ بسورةِ (النورِ)؛ لكثرةِ ذِكرِ (النورِ) فيها. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/334). قال ابن عاشور: (وهذه تسميتُها في المصاحفِ وكتبِ التَّفسيرِ والسُّنَّةِ، ولا يُعْرَفُ لها اسمٌ آخَرُ). ((تفسير ابن عاشور)) (18/139). ، مما يدُلُّ على ذلك:
1- عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، قال: ((سُئِلتُ عن المتلاعنَينِ -في إمرةِ مُصعَبٍ-: أيُفَرَّقُ بيْنهما؟ قال: فما دَرَيتُ ما أقولُ، فمضيتُ إلى منزلِ ابنِ عُمرَ بمكَّةَ، فقلتُ للغلامِ: استأذِنْ لي، قال: إنَّه قائِلٌ [2] قائل: هو اسمُ فاعِلٍ مِن: قالَ يَقِيلُ؛ فهو مِن القَيلولةِ، وهي النَّومُ نِصفَ النَّهارِ. يُنظر: ((المفهم لما أَشكل من تلخيص كتاب مسلم)) للقرطبي (4/294)، ((شرح النووي على مسلم)) (10/124). ، فسَمِعَ صَوتي، قال ابنُ جُبَيرٍ؟ قلتُ: نعَمْ، قال: ادخُلْ، فواللهِ ما جاء بك هذه السَّاعةَ إلَّا حاجةٌ، فدخلتُ، فإذا هو مفترِشٌ بَرْذَعةً [3] البَرْذَعةُ: ما يُوضَعُ على ظَهرِ البَعيرِ والدَّابَّةِ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزَّبِيدي (15/546). ، متوسِّدٌ وِسادةً حَشوُها ليفٌ، قلتُ: أبا عبدِ الرَّحمنِ، المتلاعِنانِ أيُفَرَّقُ بيْنهما؟ قال: سُبحانَ اللهِ، نعَمْ! إنَّ أوَّلَ مَن سأل عن ذلك فلانُ بنُ فلانٍ، قال: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ أنْ لو وجدَ أحدُنا امرأتَه على فاحشةٍ، كيف يَصنعُ؟ إنْ تكلَّمَ تكلَّمَ بأمرٍ عظيمٍ، وإنْ سكتَ سكتَ على مثلِ ذلك! قال: فسكَتَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلم يُجِبْه، فلمَّا كان بعْدَ ذلك أتاهُ، فقال: إنَّ الذي سألْتُك عنه قد ابتُليتُ به! فأنزل الله عزَّ وجلَّ هؤلاء الآياتِ في سورة «النُّورِ»: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ... [النور: 6 - 9]، فتلاهُنَّ عليه، ووعَظَه وذَكَّره، وأخبَرَه أنَّ عذابَ الدُّنيا أهوَنُ مِن عذابِ الآخرةِ. قال: لا، والَّذي بعَثَك بالحَقِّ ما كذَبْتُ عليها. ثمَّ دعاها، فوعَظها وذكَّرَها، وأخبَرَها أنَّ عذابَ الدُّنيا أهوَنُ مِن عذابِ الآخرةِ. قالت: لا، والَّذي بعَثَك بالحَقِّ إنَّه لكاذِبٌ. فبدأ بالرجُلِ، فشَهِدَ أربَعَ شهاداتٍ باللهِ إنَّه لَمِنَ الصادقينَ، والخامِسةُ أنَّ لعنةَ اللهِ عليه إنْ كان مِن الكاذبينَ، ثمَّ ثنَّى بالمرأةِ، فشَهِدَت أربعَ شهاداتٍ باللهِ إنَّه لَمِنَ الكاذبينَ، والخامِسةُ أنَّ غَضَبَ اللهِ عليها إنْ كان من الصَّادقينَ، ثمَّ فَرَّق بيْنهما)) [4] أخرجه مسلم (1493). .
2- عن أبي إسحاقَ الشَّيْبانيِّ، قال: ((سألتُ عبدَ اللهِ بنَ أبي أَوفَى: هل رَجَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قال: نعَمْ. قال: قلتُ: بعدَما أُنزِلَت سورةُ «النُّورِ» أمْ قبْلَها؟ قال: لا أدري)) [5] أخرجه مسلم (1702). .
سورةُ النُّورِ مَدَنيَّةٌ [6] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (17/136)، ((الوسيط)) للواحدي (3/302)، ((تفسير الزمخشري)) (3/208). ، ونقلَ الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ مِن المفَسِّرينَ [7] ممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ الجوزي، والقرطبيُّ، وأبو حيان، والفيروزابادي، والبِقَاعيُّ. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (3/275)، ((تفسير القرطبي)) (12/158)، ((تفسير أبي حيان)) (8/5)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/334)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (2/309). .
من أهمِّ مقاصدِ هذه السورةِ:
ذِكرُ أحكامِ العفافِ والسترِ [8] يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (12/158). .
مِن أبرزِ الموضوعاتِ الَّتي تناولَتْها سورةُ النُّورِ:
1- تقريرُ وُجوبِ الانقيادِ لِما أُنزِلَ في هذه السورةِ مِن أحكامٍ وآدابٍ.
2- بيانُ حَدِّ الزِّنا.
3- بيانُ عُقوبةِ قاذِفِي المُحصَناتِ.
4- حُكمُ قَذفِ الزَّوجاتِ، وتَشريعُ اللِّعانِ.
5- ذِكرُ قِصَّةِ الإفكِ.
6- ذِكرُ آدابِ الاستِئذانِ، ووجوبِ غَضِّ البَصَرِ وحِفظِ الفُروجِ.
7- نَهيُ النِّساءِ عن إبداءِ زينتِهنَّ إلَّا لِمَن استَثناهم اللهُ تعالى.
8- الأمرُ بإنكاح ِالأيامَى مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ.
9- الحديثُ عن مظاهِرِ قُدرةِ اللهِ تعالى في هذا الكَونِ.
10- ذَمُّ أحوالِ أهلِ النِّفاقِ، والإشارةُ إلى سوءِ طَوِيَّتِهم.
11- وَعدُ اللهِ تعالى للمُؤمِنينَ بالاستِخلافِ في الأرضِ، والتَّمكينِ للدِّينِ، والأمنِ بعدَ الخَوفِ.
12- بيانُ صِفاتِ المؤمِنينَ الصَّادِقينَ.