عدد الزوار 200 التاريخ 23-02-2020
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (مَريمَ) [1] سُمِّيَت بسورةِ مريمَ؛ لاشتِمالِها على قِصَّتِها مُفصَّلةً. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/305)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/58). ، ومما يدلُّ على ذلك:
1- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيَ الله عنه، قال: (سورةُ «بني إسرائيلَ»، و«الكَهفِ»، و«مَريمَ»، و«طه»، و«الأنبياءِ»: هُنَّ مِن العِتاقِ الأُوَلِ [2] العِتاق: جمعُ عتيقٍ، وهو القديمُ، أو: هو كلُّ ما بلَغ الغايةَ في الجودةِ، والمرادُ بقوله: (العِتَاق الأُوَل): السُّوَرُ الَّتي أُنزِلتْ أوَّلًا بمكَّةَ، وأنَّها مِنْ أوَّلِ ما تَعلَّمه مِنَ القرآنِ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (3/179)، ((فتح الباري)) لابن حجر (8/388). ، وهُنَّ مِن تِلادي [3] تِلادي: أي: مما حُفِظ قديمًا، والتلادُ قديمُ المِلكِ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (8/388). [4] أخرجه البخاري (4739). قال الكرماني: (يريدُ [أي: ابنُ مَسعودٍ] تفضيلَ هذه السُّوَرِ؛ لِما يتضَمَّنُ مُفتَتَحُ كُلٍّ منها مِن أمرٍ غريبٍ وقع في العالَمِ، خارِقًا للعادةِ، وهو الإسراءُ، وقِصَّةُ أصحابِ الكَهفِ، وقِصَّةُ مريمَ، ونحوُها، والأوَّليَّةُ إمَّا باعتبارِ حِفظِها، أو باعتبارِ نُزولِها؛ لأنَّها مكِّيَّاتٌ). ((الكواكب الدراري)) (17/177). .
2- عن أبي هُريرةَ رضِى الله عنه، قال: (قدمتُ المدينةَ مهاجرًا، فصليتُ الصبحَ وراءَ سِباعٍ [5] هو سِباعُ بنُ عُرْفُطةَ، صحابيٌّ، استعمَله النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على المدينةِ لما خرَج إلى خيبرَ، وإلى دُومةِ الجندلِ. يُنظر: ((الاستيعاب في معرفة الأصحاب)) لابن عبد البر (2/682)، ((أسد الغابة)) لابن الأثير (2/171). فقرَأ في السجدةِ الأُولَى سورةَ «مريمَ»، وفي الأُخرَى وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) [6] أخرجه أحمد (8552)، وابن حبان (7156)، والبيهقي (4191) واللفظ له. قال الذهبي في ((المهذب)) (2/815): (إسناده صالح)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (2/122): (رجالُه رجالُ الصحيح)، وصحَّح إسناده ابن كثير في ((الأحكام الكبير)) (3/154)، وأحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (16/229). .
أنَّها مِن السُّوَرِ المتقدِّمِ نزولُها، ومِن قديمِ ما حفِظ الصَّحابةُ وتعلَّموه:
كما في أثرِ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيَ الله عنه المتقدِّمِ قريبًا.
سورةُ مَريمَ مَكِّيَّةٌ [7] وقيل: مَكيَّة إلَّا آيتينِ منها، فمدنيَّتانِ، وهما قَولُه تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ... [مريم: 58]، وقَولُه: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ... [مريم: 71]. وقيل: إلَّا آية السجدةِ منها فمدنيَّةٌ. وقيل: إنَّ السورةَ كلَّها مدنيةٌ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/443)، ((الوسيط)) للواحدي (3/174)، ((تفسير الزمخشري)) (3/3)، ((تفسير البيضاوي)) (4/5)، ((تفسير السعدي)) (ص: 489). ، وحُكِي الإجماعُ على ذلك [8] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك: القرطبي، والفيروزابادي. يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (11/72)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/305). وقال ابنُ عطية: (هذه السورةُ مكيَّةٌ بإجماعٍ إلَّا السَّجدةَ منها، فقالت فرقةٌ: هي مكيَّةٌ، وقالت فرقةٌ: هي مدنيةٌ). ((تفسير ابن عطية)) (4/3). .
تحقيقُ العُبوديَّةِ، وتعظيمُ شَأنِ الرُّبوبيَّة، وتقريرُ مَبدأِ البَعثِ [9] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (21/541)، ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (15/230). .
من أهمِّ موضوعات هذه السُّورةِ:
1- ذِكرُ قِصَّة زكريَّا عليه السلامُ.
2- ذكرُ قِصَّةِ مَريمَ ومولدِ عيسى عليهما السلامُ.
3- ذِكرُ طرفٍ من قِصَّةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ مع أبيه.
4- الإشارةُ إلى عددٍ مِن النبيينَ، ومنهم: موسى، وهارونُ، وإسماعيلُ، وإدريسُ عليهم السَّلامُ.
5- بيانُ جزاءِ المتَّقينَ وعقابِ الكافِرينَ، وفَتحُ بابِ التَّوبةِ للعاصينَ.
6- حكايةُ بَعضِ شُبهاتِ المشركينَ المتعلقةِ بالقرآنِ والبعثِ والوحدانيةِ مع الردِّ عليها، وإقامةِ الأدلةِ على وحدانيةِ الله، ونفيِ الشريكِ والولدِ، وإقامةِ الأدلةِ على أنَّ البعثَ حقٌّ.
7- بيانُ بعضِ مَشاهِدِ القيامةِ.
8- خُتِمَت السورةُ بما بَدَأت به مِن بَيانِ مَحبَّةِ اللهِ تعالى وتكريمِه لأوليائِه، وبيانِ الحِكمةِ مِن نُزولِ القُرآنِ، وهي: البِشارةُ والنِّذارةُ.