عدد الزوار 200 التاريخ 23-02-2020
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (النَّحلِ) [1] سُمِّيَت هذه السورةُ سورةَ النَّحلِ؛ لِمَا فيها من عجائِبِ النَّحلِ في قَولِه تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ... [النحل: 68-69]، ولأنَّ لفظَ النَّحلِ لم يُذكَرْ في سورةٍ أخرى. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/278)، ((تفسير ابن عاشور)) ( 14/93)، ((تفسير أبي زهرة)) (8/4120). وتُسمَّى أيضًا عندَ بعضِ السلفِ بسورةِ (النِّعَم)؛ وذلك بسبَبِ ما عدَّدَ اللهُ فيها مِن نِعَمِه على عبادِه. يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (10/65)، ((تفسير ابن عاشور)) (14/93). .
فعن أُبيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ الله عنه، أنَّه قال: ((سَمِعتُ رَجُلًا يقرأُ في سورةِ النَّحلِ قِراءةً تُخالِفُ قراءتي، ثم سمِعتُ آخَرَ يَقرؤُها قراءةً تُخالِفُ ذلك، فانطلقتُ بهما إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلتُ: إنِّي سَمِعتُ هذين يقرأانِ في سورة النَّحلِ، فسألتُهما: مَن أقرَأهما؟ فقالا: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم...)) [2] أخرجه ابن جرير في ((التفسير)) (38). وذكَر ابنُ جريرٍ أنَّه ثابتٌ، وصحَّح إسنادَه ابنُ كثيرٍ في ((فضائل القرآن)) (100). والحديث أصله في ((صحيح مسلم)) (820). .
سورةُ النَّحلِ سورةٌ مكِّيَّةٌ [3] وقيل: مكِّيَّةٌ إلا ثلاثَ آياتٍ منها نزلتْ بالمدينةِ، وهي قولُه تعالى: وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا [النحل: 95] إلى قولِه تعالى: وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل: 97] نزَلتْ بعدَ قتلِ حمزةَ بأُحُدٍ. وقيل: مكيَّةٌ غيرَ ثلاثِ آياتٍ في آخِرِها. يُنظر: ((تفسير الطبري)) (14/158)، ((تفسير الماوردي)) (3/177)، ((الوسيط)) للواحدي (3/55)، ((تفسير الزمخشري)) (2/592). .
مِن أهمِّ مقاصِدِ هذه السُّورةِ:
1- إقامةُ الأدلةِ على وحدانيةِ الله تعالى، وعلى اليومِ الآخرِ، وإثباتُ صِدق الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وما جاء به [4] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (8/96). .
2- الردُّ على شُبَهِ المشركينَ، وزجرُهم عمَّا هم عليه، وإنذارُهم [5] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (13 /77)، ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (8/96). .
3- بيانُ آلاءِ الله تعالى ونِعمِه على خلقِه [6] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (8/96). .
مِن أهمِّ الموضوعاتِ التي اشْتَمَلت عليها هذه السُّورةُ:
1- التأكيدُ على أنَّ يومَ القيامةِ حقٌّ، وأنَّه آتٍ لا ريبَ فيه.
2- إثباتُ وَحدانيَّةِ اللهِ، وبيانُ قُدرتِه في خَلقِ السَّمواتِ والأرضِ، وخَلقِ الإنسانِ والحيوانِ، وإنزالِ الماءِ مِن السماءِ، وتسخيرِ الشمسِ والقمرِ، والليلِ والنهارِ إلى غيرِ ذلك.
3- ذِكرُ النِّعَمِ المتنَوِّعةِ على الإنسانِ، ومنها ما فى الأنعامِ مِن المنافعِ، وما فى المراكبِ من الزِّينةِ، إلى غيرِ ذلك من النِّعَمِ التي لا تُحصى.
4- التَّحذيرُ ممَّا حلَّ بالأممِ التي أشركَت باللهِ وكذَّبَت رسُلَه- عليهم السلامُ- من عذابِ الدنيا، وما ينتظرُهم من عذابِ الآخرة؛ ومقابلةُ ذلك بضِدِّه من نعيمِ المتَّقين المصَدِّقين، والصَّابرين على أذى المشركين، والذين هاجروا في سبيلِ الله تعالى.
5- ذكرُ عادةِ أهلِ الجاهليَّةِ في كراهيةِ البَناتِ، ووأدِهم أحياءً.
6- ضربُ الأمثالِ للمؤمنِ والكافرِ، والشاكرِ والجاحدِ، والإلهِ الحقِّ والآلهةِ الباطلةِ.
7- ذكرُ حالِ المُشرِكينَ مع الأوثانِ يومَ القيامةِ.
8- ذِكرُ بَعضِ مكارِمِ الأخلاقِ؛ مِن العَدلِ والإحسانِ والبَذلِ، والنَّهيِ عن الفَحشاءِ والمُنكَر والبَغيِ، والدَّعوةِ إلى الوفاءِ بالعَهدِ، والنَّهيِ عن نَكثِ العُهودِ والأيمانِ.
9- ذِكرُ بعضِ الشُّبُهاتِ التي أثارها المشركون حولَ القرآنِ، مع الردِّ عليها بما يَدحَضُها.
10- بيانُ بعضِ آدابِ المُؤمِنِ عندَ قراءةِ القُرآنِ.
11- ذِكْرُ جانبٍ مِن قصةِ إبراهيمَ عليه السلامُ، كمثالٍ للشَّاكرينَ.
12- بيانُ أنَّ التَّحليلَ والتَّحريمَ مِن اللهِ وَحدَه.
13- ذِكرُ حُكمِ من يكفُرُ بعد إيمانِه، ومَن يُكرَهُ على الكُفرِ وقَلبُه مُطمئِنٌّ بالإيمانِ، ومن فُتِنوا عن دينِهم ثمَّ هاجَروا وجاهَدوا وصَبروا.
14- ذكرُ أهمِّ الأساليبِ في الدعوةِ إلى الله تعالى، وفي معاملةِ الناس، مِن الدعوةِ بالحكمةِ، والموعظةِ الحسنةِ، والجدالِ بالتي هي أحسنُ، وفضيلةِ الصبرِ إلى غير ذلك.