عدد الزوار 200 التاريخ 23-02-2020
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (الرَّعد) [1] وردت عدةُ آثارٍ عن السلفِ بتسميةِ هذه السورةِ سورةَ الرعدِ . يُنظر: ((الدر المنثور)) للسيوطي (4/599). وقال ابنُ عاشورٍ: (سورةُ الرعدِ، هكذا سُمِّيتْ مِن عهدِ السلفِ، وذلك يدلُّ على أنَّها مسماةٌ بذلك مِن عهدِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ لم يختلفوا في اسمِها). ((تفسير ابن عاشور)) (13/75). ووجهُ تسميتِها بسورةِ الرعدِ: ذكرُ لَفظِ الرَّعدِ فيها في قَولِه تعالى: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ [الرعد: 13]. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/262)، ((تفسير ابن عاشور)) (13/75). .
سورةُ الرَّعدِ مِن السُّوَرِ المُختَلَفِ فيها؛ فقيل: إنَّها مدنيَّةٌ [2] رواه عطاءٌ الخراسانيُّ عن ابنِ عباسٍ، وبه قال جابرُ بنُ زيدٍ. ورُوي عن ابنِ عباسٍ أنَّها مدنيَّةٌ، إلَّا آيتين نزلتا بمكَّةَ، وهما قولُه تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ إلى آخرِها. وقيل: مدنيةٌ إلَّا قولَه تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ فمكِّيَّةٌ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/405)، ((تفسير الماوردي)) (3/91)، ((الوسيط)) للواحدي (3/3). وقال بعضهم: المدنيُّ منها قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ إلى قوله تعالى: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (2/479). قال ابنُ عطيةَ: (والظاهرُ- عندي- أنَّ المدنيَّ فيها كثيرٌ). ((تفسير ابن عطية)) (3/290). ، وحُكِي الإجماعُ على ذلك [3] قال الرازي: (قال الأصمُّ: هي مدنيَّةٌ بالإجماعِ سوى قولِه تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ). ((تفسير الرازي)) (18/524). . وقيل: إنَّها مكِّيَّةٌ [4] رواه عليُّ بنُ أبي طلحةَ عن ابنِ عباسٍ، وبه قال الحسنُ، وسعيدُ بنُ جبيرٍ، وعطاءٌ، وقتادةُ. وروَى أبو صالح عن ابنِ عباسٍ أنَّها مكِّيَّةٌ، إلَّا آيتين منها؛ قوله تعالى: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ إلى آخرِ الآيةِ، وقوله: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا. يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (3/296)، ((تفسير ابن الجوزي)) (2/479)، ((تفسير ابن كثير)) (4/428)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/262)، ((تفسير الشربيني)) (2/143). .
.
من أهمِّ الموضوعاتِ التي تناولَتْها هذه السُّورةُ:
1- الإشارةُ إلى القُرآنِ الكريمِ وكَونِه حَقًّا مِن عندِ الله تعالى.
2- سوقُ عددٍ مِن الأدلةِ التي تدُلُّ على قُدرةِ اللهِ تعالى الباهرةِ ووحدانيتِه.
3- حكايةُ جانبٍ مِن أقوالِ المشركينَ المتعلقةِ بالبعثِ معَ الردِّ عليهم.
4- بيانُ كمالِ عِلمِ الله سبحانه وإحاطتِه بكلِّ شَيءٍ، وعظيمِ سلطانِه، وحكمتِه فيما يَقْضيه ويقدِّرُه.
5- ضَربُ مثلينِ للحَقِّ والباطلِ، وعقدُ مقارنةٍ بينَ مصيرِ أتباعِ الحقِّ، ومصيرِ أتباعِ الباطلِ، مع بيانِ أوصافِهما.
6- حكايةُ بعضِ مقترحاتِ الكفَّارِ ومطالبِهم المتعنتةِ معَ الردِّ عليهم.
7- بيانُ حسنِ عاقبةِ المتَّقينَ، وسوءِ عاقبةِ المكذِّبينَ.
8- تسليةُ الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم عمَّا أصابَه.