عدد الزوار 200 التاريخ 23-02-2020
سُمِّيَت هذه السُّورةُ بِسُورةِ يُونُس [1] سُمِّيَت بذلك لذِكْرِها قِصَّةَ يُونُسَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مع قَومِه في قَولِه تعالى: فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ [يونس: 98] يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/238)، ((تفسير القاسمي)) (6/3). قال ابنُ عاشورٍ: (والأظهرُ عندي أَنَّها أُضيفَتْ إِلى يونسَ تمييزًا لها عن أخواتِها الأربعِ المفتتحةِ بـ «الر»، ولذلك أُضيفَتْ كلُّ واحدةٍ مِنها إِلى نَبيٍّ أوْ قومِ نَبيٍّ عوضًا عن أنْ يُقالَ: «الر» الأُولَى و«الر» الثَّانيةُ). ((تفسير ابن عاشور)) (11/77). وقد وردتْ آثارٌ فيها تسميتُها بذلك: منها ما أخرَجه النحاسُ في ((الناسخ والمنسوخ)) (ص: 529)، وأبو الشيخ وابنُ مردويه- كما في ((الدر المنثور)) للسيوطي (4/339)- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، قال: (نزَلَت سورةُ يُونُسَ بمكَّةَ). ومنها ما أخرجه ابنُ أبي شيبةَ في ((المصنف)) (3566) عَنِ الأحنفِ قالَ: (صليتُ خلفَ عمرَ الغداةَ، فقرأ بيونسَ، وهودٍ ، ونحوِهما). .
سورةُ يُونُسَ مَكِّيَّةٌ [2] يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (2/102)، ((الهداية)) لمكي القيسي (5/3205)، ((جمال القراء)) للسخاوي (1/121)، وممَّا يدُلُّ على كَونِها مكيَّةً ما اشتمَلَت عليه من موضوعات تَميَّزَت بها السُّوَرُ المكيَّةُ؛ مِن تقريرٍ للعَقيدةِ والرِّسالةِ، والنبواتِ، وأخبارِ الأُمَم الماضيةِ. وقيل: إنَّها مكيَّةٌ إلَّا ثلاثَ آياتٍ، مِن قَولِه تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ [يونس: 94] إلى آخر الآياتِ الثلاث، فمَدَنيَّةٌ، وقيل: مكيَّةٌ إلَّا قَولَه تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ ... [يونس: 40] مع الثلاثِ السَّابقة، فمدنيَّةٌ، وقيل: نزل مِن أوَّلها نحوٌ مِن أربعينَ آيةً بمكَّةَ، وباقيها بالمدينةِ. ينظر ((تفسير السمعاني)) (2/364)، ((تفسير البغوي)) (4/117)،((تفسير الزمخشري)) (2/326))، ((تفسير ابن عطية)) (3/102). ، ونقَلَ غَيرُ واحدٍ الإجماعَ على ذلك [3] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك الفيروزابادي، والبقاعي، ومحمد رشيد رضا. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/238)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (2/162)، ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (11/116). .
مِن أهَمِّ مقاصِدِ سُورةِ يُونُس:
1- تقريرُ أصولِ العقيدةِ، وإثباتُ التوحيدِ والرسالةِ والبعثِ [4] يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (11/116)، ((تفسير ابن عاشور)) (11/78). .
2- دفعُ شُبَهِ المشركينَ [5] يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (11/116)، ((الوسيط)) لطنطاوي (7/11). .
مِن أهَمِّ الموضوعات التي اشتَمَلت عليها السُّورةُ:
1- إثباتُ رسالةِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.
2- إثباتُ انفرادِ الله تعالَى بالإلهيةِ.
3- إثباتُ الحشرِ والجزاءِ، والتَّذكيرُ بِمَصيرِ الخَلائِقِ إليه، وانقسامِ البَشَرِ إلى مُؤمِنينَ وكُفَّارٍ، وجزاء كُلٍّ منهم.
4- توضيحُ عقائِدِ المُشرِكينَ، وموقفِهم من القُرآنِ، مع ذكرِ شُبهِهم والردِّ عليها، وإثباتُ أنَّ القُرآنَ كَلامُ اللهِ.
5- التذكيرُ بما حلَّ بأهلِ القرونِ الماضيةِ لمَّا أشركوا وكذَّبوا الرسلَ.
6- الاعتبارُ بما خلَق الله للناسِ مِن القدرةِ على السيرِ في البرِّ والبحرِ، وما في أحوالِ السيرِ في البحرِ من الألطافِ.
7- ضربُ المَثَل للدُّنيا وبَهجَتِها، وسرعة زوالِها.
8- ذِكرُ اختلافِ أحوالِ المُؤمِنين والكافرينَ في الآخرةِ، وتبَرُّؤ الآلهةِ الباطلةِ مِن عَبَدتِها، وإبطال إلهيَّةِ غَيرِ الله تعالى.
9- إثباتُ أنَّ القرآنَ منزَّلٌ من عندِ الله، وأنَّ الدلائلَ على بطلانِ أن يكونَ مفترًى واضحةٌ، وتحدِّي المشركين بأن يأتوا بسورةٍ مثلِه.
10- إثباتُ عُمومِ العِلمِ لله تعالى، وذِكرُ آثارِ القُدرةِ الإلهيَّةِ الباهِرةِ.
11- تَبشيرُ أولياءِ الله في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ، وتمييزُهم عن غيرِهم، وتَسليةُ الرَّسولِ عَمَّا يقولُه الكافِرونَ.
12- الأمرُ بإظهارِ السُّرورِ والفَرَحِ بالإسلامِ والقُرآنِ.
13- تَسليةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذِكرِ شَيءٍ مِن قِصَّةِ نوح عليه السلام، وقِصَّةِ موسى عليه السلام، وبني إسرائيلَ مع قومِ فِرعونَ، ونجاةِ قَومِ يُونُسَ بإخلاصِ الإيمانِ في وقت اليَأسِ.
14- تأْكيدُ نبوَّةِ النبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأَمرُه بالصبرِ على جفاءِ المشركين وأذاهم.