الموضوع: آيَاتٌ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ.
الخُطْبَةُ الأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أَمَّا بَعْدُ، "فإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - ﷺ -، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ".
عِبَادَ اللهِ، مَا نِهَايَةُ هَذَا العَالَمِ؟ وَمَتَى يَنْقَضِي أَجَلُهُ؟ هَذَا مَحَلُّ اهْتِمَامِ النَّاسِ، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا)، وَقَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا)، فَعِلْمُ قِيَامِ السَّاعَةِ وَنِهَايَةِ العَالَمِ اخْتَصَّ اللهُ بِهِ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)، وَقَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
فَلَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَتَى قِيَامُ السَّاعَةِ: لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَا عَبْدٌ صَالِحٌ وَلَا طَالِحٌ.
قَالَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟. قَالَ: "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ". قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا؟ قَالَ: "أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّ السَّاعَةَ قَرِيبَةٌ، فَقَالَ تَعَالَى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ)، وَقَالَ تَعَالَى: (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ)، فَهَذَا الخَبَرُ يَبْعَثُ عَلَى الاسْتِعْدَادِ لَهَا، وَالمُبَادَرَةِ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ، وَالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ قَبْلَ مَجِيئِهَا.
أَلَا فَلْنَعْلَمْ يَا عِبَادَ اللهِ، أَنَّ مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ، وَأَنَّ قِيَامَةَ أَهْلِ القَرْنِ الوَاحِدِ فِي ذَهَابِهِمْ، وَأَنَّ السَّاعَةَ الكُبْرَى قَدْ ظَهَرَتْ أَكْثَرُ عَلَامَاتِهَا وَأَشْرَاطِهَا الصُّغْرَى، وَبَقِيَتِ الكُبْرَى وَبَعْضُ الصُّغْرَى، قَالَ تَعَالَى: (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي: أَشْرَاطَ السَّاعَةِ. رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ.
وَإِلَيْكَ أَخِي المُسْلِمُ الأَشْرَاطَ الصُّغْرَى وَالعَلَامَاتِ الدَّالَّةَ عَلَى آخِرِ الزَّمَانِ، وَغَالِبُهَا قَدْ ظَهَرَتْ؛ فَمِنَ الأَشْرَاطِ الصُّغْرَى:
- بَعْثَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَمَوْتُهُ، فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» يَعْنِي إِصْبَعَيْنِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ عَوْفِ بْن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً". رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "«مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَظْهَرَ الجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِلْخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ»". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
"وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ، فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ صَدَقَةً"، وَ"حَتَّى يُقَاتِلَ المُسْلِمُونَ التُرْكَ، قَوْمًا وُجُوهُهُمْ كَالمَجَانِّ المُطْرَقَةِ"، و"حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكِرْمَانَ مِنَ الأَعَاجِمِ"، وَ"حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ؛ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ"، وَ"حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَخْذِ القُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ"؛ يَعْنِي التَّشَبُّهَ بِاليَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَ"حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ العِرَاقِ وَمَكَّةَ، لَا يَخَافُ إِلَّا ضَلَالَ الطَّرِيقِ"، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى الأَمْنِ، وَ"حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى"، وَ"حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي المَسَاجِدِ - أَيْ يُزَخْرِفُونَهَا - ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَّا قَلِيلًا"، وَ"حَتَّى يَكْثُرَ الهَرْجُ - وَهُوَ القَتْلُ - لَا يَدْرِي القَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا المَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ"، وَحَتَّى "يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الجُمُعَةُ كَاليَوْمِ، وَيَكُونَ اليَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ"، وَ"حَتَّى تَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الكَذِبُ، وَتَتَقَارَبَ الأَسْوَاقُ"، وَحَتَّى "تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِهِ الأَوْثَانَ"، وَ"حَتَّى يَظْهَرَ الفُحْشُ، وَالتَّفَاحُشُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَسُوءُ المُجَاوَرَةِ"، وَ"حَتَّى تَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَالبَلَايَا وَالأُمُورُ العِظَامُ"، وَ"يَكُونَ الخَسْفُ وَالمَسْخُ وَالقَذْفُ"، وَ"حَتَّى يَأْخُذَ اللهُ شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ - يَعْنِي أَهْلَ الخَيْرِ - فَيَبْقَى فِيهَا عَجَاجَةٌ - أَيْ حُثَالَةٌ - لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا"، وَ"حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا"، وَ"حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا عَامًّا، وَلَا تُنْبِتُ الأَرْضُ شَيْئًا"، وَ"حَتَّى يَحْسِرَ الفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ"، وَ"حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ". وَهَذَا يَحْتَمِلُ دُخُولَ أَجْهِزَةِ الاتِّصَالَاتِ فِي جُمْلَتِهِ، وَحَتَّى تَظْهَرَ "فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا"، وَحَتَّى تَضِيعَ الأَمَانَةُ، وَيُسْنَدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ"، وَحَتَّى "يَخْرُجَ رِجَالٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ؛ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ البَقَرِ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ"، وَحَتَّى "تَظْهَرَ المَعَازِفُ وَالقَيْنَاتُ"، وَحَتَّى "يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا"، وَيَظْهَرَ الرِّبَا، وَحَتَّى "يَكُونَ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ؛ كَحَوَاصِلِ الحَمَامِ"، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصَ العَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ"، وَحَتَّى "يَفْشُوَ المَالُ، وَيَكْثُرَ فُشُوُّ التِّجَارَةِ، وَحَتَّى تُشَارِكَ المَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي التِّجَارَةِ"، وَحَتَّى تَأْتِي "سِنُونَ خَدَّاعَةٌ؛ يُصَدَّقُ فِيهَا الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ"، وَهُوَ "السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّة"، وَحَتَّى "تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ"، وَحَتَّى "يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، لَا يُسَلَّمُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ"؛ يَعْنِي تَسْلِيمَ الخَاصَّةِ، وَحَتَّى يُلْتَمَسَ العِلْمُ عِنْدَ الأَصَاغِرِ، وَيَرْكَبَ رِجَالٌ عَلَى سُرُوجٍ كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ، (فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَدْخُلَ فِي عُمُومِهِ السَّيَّارَاتُ وَنَحْوُهَا)، وَحَتَّى يَظْهَرَ نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُؤُوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ، وَحَتَّى لَا تَكَادَ رُؤْيَا المُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَحَتَّى يَظْهَرَ القَلَمُ، وَيَكْثُرَ التُّجَّارُ، وَيَظْهَرَ العِلْمُ، وَحَتَّى تُتَّخَذَ المَسَاجِدُ طُرُقًا، وَحَتَّى تَنْتَفِخَ الأَهِلَّةُ، وَأَنْ يُرَى الهِلَالُ لِلَيْلَةٍ، فَيُقَالُ: لِلَيْلَتَيْنِ، وَحَتَّى يَكُونَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، وَحَتَّى تَظْهَرَ شَهَادَةُ الزُّورِ، وَتُكْتَمَ شَهَادَةُ الحَقِّ، وَيَظْهَرَ مَوْتُ الفَجْأَةِ، وَتَأْتِيَ فِتْنَةٌ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ، ويُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ،
وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ! لِلْبَلَاءِ.
وَمِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: كَثْرَةُ الرُّومِ وَقِتَالُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيَنْتَصِرُ المُسْلِمُونَ، فَيُصْرَخُ فِيهِمْ: إِنَّ الدَّجَّالَ خَلَفَكُمْ فِي ذَرَارِيِّكُمْ، وَفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، وَعِنْدَهَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ، وَقِتَالُهُمُ اليَهُودَ فِي زَمَنِ عِيسَى، حَتَّى يَقُولَ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَاقْتُلْهُ.
وَمِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: نَفْيُ المَدِينَةِ لِشِرَارِهَا، ثُمَّ خَرَابُهَا آخِرَ الزَّمَانِ، فَتُتْرَكُ لِلْعَوَافِي: الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ، وَظُهُورُ الرِّيحِ الَّتِي تَقْبِضُ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ بَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَاسْتِحْلَالُ البَيْتِ الحَرَامِ، وَتَخْرِيبُ الكَعْبَةِ عَلَى يَدِ ذِي السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَذَكَرَ ابْنُ حَجَرٍ: أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ أَخْرَجَ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ ذَكَرَ الْخُلَفَاءَ، ثُمَّ قَالَ: وَرَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ. وَأَخْرَجَهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ فِيهِ: وَرَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ، كُلُّهُمْ صَالِحٌ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: «لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. زَادَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ: (رَجُلٌ مِنَ المَوَالِي).
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي المَهْدِيُّ ... الحَدِيث). رَوَاهُ الحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
وَلِأَحْمَدَ وَقَدْ حُسِّنَ: "أُبَشِّرُكُمْ بِالمَهْدِيِّ".
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "فِي زَمَانِهِ تَكُونُ الثِّمَارُ كَثِيرَةً، وَالزُّرُوعُ غَزِيرَةً، وَالمَالُ وَافِرٌ، وَالسُّلْطَانُ قَاهِرٌ، وَالدِّينُ قَائِمٌ، وَالعَدُوُّ رَاغِمٌ، وَالخَيْرُ فِي أَيَّامِهِ دَائِمٌ".
وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «المَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ». رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَإِسْنَادُهُ قَدْ حُسِّنَ.
وَثَبَتَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَا تَنْقَضِي الأَيَّامُ وَلَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ حَتَّى يَمْلِكَ العَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".
وَلِأَبِي دَاوُدَ، وَابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ وَالذَّهَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ، لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي» - أَوْ «مِنْ أَهْلِ بَيْتِي» - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا».
جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: "يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ، كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ"، ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ، فَقَالَ: "فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ؛ فَبَايِعُوهُ، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ؛ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ المَهْدِيُّ». رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ الحَاكِمُ، وَالذَّهَبِيُّ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالبُوصِيرِيُّ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يَخْرُجُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ السُّفْيَانِيُّ فِي عُمْقِ دِمَشْقَ، وَعَامَّةُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ كَلْبٍ، فَيَقْتُلُ، حَتَّى يَبْقَرَ بُطُونَ النِّسَاءَ، وَيَقْتُلَ الصِّبْيَانَ، فَتَجْمَعُ لَهُمْ قَيْسٌ، فَيَقْتُلُهَا، حَتَّى لَا يُمْنَعَ ذَنَبُ تَلْعَةٍ، وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فِي الحَرَّةِ، فَيَبْلُغُ السُّفْيَانِيَّ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جُنْدًا مِنْ جُنْدِهِ، فَيَهْزِمُهُمْ، فَيَسِيرُ إِلَيْهِ السُّفْيَانِيُّ بِمَنْ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا صَارُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ؛ خُسِفَ بِهِمْ، فَلَا يَنْجُو مِنْهُمْ إِلَّا المُخْبِرُ عَنْهُمْ». رَوَاهُ الحَاكِمُ، وَقَالَ: "صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
وَالرَّايَاتُ السُّودُ تَأْتِي آخِرَ الزَّمَانِ مَعَ المَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ العَلَوِيِّ الفَاطِمِيِّ الحَسَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَيَكُونُ أَصْلُ ظُهُورِهِ مِنْ نَاحِيَةِ المَشْرِقِ، وَيُبَايَعُ لَهُ عِنْدَ البَيْتِ.
قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: "الأَحَادِيثُ الَّتِي يُحْتَجُّ بِهَا عَلَى خُرُوجِ المَهْدِيِّ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ".
وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ الآبِرِيُّ: تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ، وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذِكْرِ المَهْدِيِّ، وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنَّهُ يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ، وَأَنَّهُ يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا، وَأَنَّ عِيسَى يَخْرُجُ فَيُسَاعِدُهُ عَلَى قَتْلِ الدَّجَّالِ، وَأَنَّهُ يَؤُمُّ هَذِهِ الأُمَّةَ، وَيُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَانَا، وَآوَانَا، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا فَأَفْضَلَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ السَّاعَةَ كَالحَامِلِ المُتِمِّ الَّتِي لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادِهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا.
وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ: «مَا تَذَاكَرُونَ؟» قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: "إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ - فَذَكَرَ - الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَهَذَا الحَدِيثُ يُفِيدُ أَنَّ تَذَاكُرَ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا مَعَ الأَهْلِ وَالأَوْلَادِ وَالجُلَسَاءِ مِمَّا يَنْبَغِي؛ لِتَسْتَيْقِظَ القُلُوبُ مِنْ رَقْدَتِهَا، وَتَنْتَبِهَ مِنْ غَفْلَتِهَا.
وَدَلَّ الحَدِيثُ عَلَى أَنَّ السَّاعَةَ يَسْبِقُهَا عَشْرُ عَلَامَاتٍ كِبَار، نُخَصِّصُ لَهَا إِنْ شَاءَ اللهُ خُطْبَةً قَادِمَةً.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنةِ الأَعْوَرِ الكَذَّابِ.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ، الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ عَائِذُونَ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.