يَنْبَغِي تَقْصِيرُ الخُطْبَةِ، وَعَدَمُ إِطَالَتِهَا، وَأَنْ تَكُونَ قَصْدًا، كَلِمَاتٍ يَسِيرَاتٍ، تَجْتَمِعُ فِيهَا الأَرْكَانُ، وَتَفِي بِالغَرَضِ مِنَ الإِتْيَانِ بِالسُّنَّةِ، وَالتَّذْكِيرِ وَالوَعْظِ، وَمَا لِأَجْلِهِ شُرِعَتِ الخُطْبَةِ.
قَالَ النَّوَوِيُّ: "مَذَاهِبُ الْعُلَمَاءِ فِي أَقَلِّ مَا يُجْزِئُ فِي الْخُطْبَةِ:
قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ أَرْكَانَهَا عِنْدَنَا خَمْسَةٌ: (حَمْدُ اللَّهِ، والصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والْوَصِيَّةُ بِتَقْوَى اللَّهِ، وقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ، والدُّعَاءُ لِلْمُؤْمِنِينَ)، وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ، وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ، وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَابْنُ الْقَاسِمِ الْمَالِكِيُّ، وَأَبُو يُوسُفَ، وَمُحَمَّدٌ، وَدَاوُدُ: الْوَاجِبُ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْخُطْبَةِ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَكْفِيهِ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوْ بِسْمِ اللَّهِ، أَوْ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْأَذْكَارِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمَالِكِيُّ: إنْ هَلَّلَ أَوْ سَبَّحَ أَجْزَأَهُ".