عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020
الكتاب: جواهر الدرر في نظم مبادئ أصول ابن باديس الأبرالمؤلف: محمد بن محفوظ بن المختار فال الشنقيطيعدد الأجزاء: 1بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِوصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلمأما بعد: فهذا نظم شيخنا المبارك محمد بن محفوظ ابن المختار فال الشنقيطي المعروف عند الطلبة بشيخ السوق لشهرته بالتدريس في ذلك الرباط العظيم، حيث نظم فيه الشيح حفظه الله تعالى كتاب مبادئ الأصول لشيح الإسلام في زمانه، ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خدمة منه للعلم وأهله وتيسيرا لحفظه والاهتمام به والشيخ حفظه الله(1/5)تعالى أهل لذلك فلا يزال منقطعا للتدريس والإفادة، والاجتهاد في الطاعة والعبادة فنسأل الله أن يجزل له المثوبة في الدارين وأن يجعل ما كتب ونظم وأفاد به الطلاب ذخراً له يلقاه يوم الدين آمين.(1/6)ترجمة الشيخعبد الحميد ابن باديستعريف مختصر بالشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله تعالى في مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، ومن أسرة عريقة في المجد والثراء والعلم وُلد الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1308هـ /1889م، فهو ينتسب إلى الأسرة الباديسية المشهورة في التاريخ. فالمعز بن باديس (406 - 453) هو الذي أبعد النفوذ العُبيدي (الفاطمي) عن المغرب، وعمل على تنظيم انفصال المغرب الإسلامي سياسياً ومذهبياً(1/7)عن الحكم العبيدي، وحارب الشيعة الرافضة في إفريقية، وحمل الناس على اعتناق المذهب السني، وكان الشيخ عبد الحميد يفتخر بأعمال هذا الجد، أما والده محمد المصطفى فهو من كبار الموظفين والوجهاء في قسنطينة، وعضو المجلس الجزائري الأعلى، وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في قسنطينة، يقول عنه ابنه:(إن الفضل يرجع أولاً إلى والدي الذي رباني تربية صالحة ووجهني وجهة صالحة، ورضي لي العلم طريقة أتبعها، ومشرباً أرده، وقاتني وأعاشني وبراني كالسهم وراشني وحماني من المكاره صعيراً وكبيراً .. ).فهذا الوالد لم يحاول تني الشيخ عن أي عمل يقوم به في الدعوة كعادة الآباء الذين في(1/8)مثل وظيفته ووجاهته، كما أنه لم يُلحِقه بالمدارس الفرنسية كغيره من أبناء العائلات الكبيرة.نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقدحفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ (أحمد أبو حمدان الونسي)، فكان من أوائل الشيوخ الذين لهم أثر طيب في اتجاهه الديني، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له:(اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة)، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا.في جامع الزيتونة:في عام 1908 قرر ابن باديس- وهو الشاب المتعطش للعلم- أن يبدأ رحلته العلمية(1/9)الأولى إلى تونس، وفي رحاب جامع الزيتونة الذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء يُشبه في ذلك الأزهر في مصر. وفي الزيتونة تفتحت آفاقه، وعبّ من العلم عبًّا، والتقى بالعلماء الذين كان لهم تأثير كبير في شخصيته وتوجهاته، مثل الشيخ محمد النخلي الذي غرس في عقل ابن باديس غرسة الإصلاح وعدم تقليد الشيوخ، وأبان له عن المنهج الصحيح في فهم القرآن. كما أثار له الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حب العربية وتذوّق جمالها، ويرجع الفضل للشيخ البشير صفر في الاهتمام بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التحلص من الاستعمار الغربي وآثاره.تخرج الشيخ من الزيتونة عام 1912 وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقضيه تقاليد هذه(1/10)الجامعة، وعندما رجع إلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير في قسنطينة، ولكن خصوم الإصلاح تحركوا لمنعه، فقرر القيام برحلة ثانية لزيارة أقطار المشرق العربي.في المدينة النبوية:بعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس في المدينة المنورة ثلاثة أشهر، ألقى خلالها دروساً في المسجد النبوي، والتقى بشيخه السابق (أبو حمدان الونيسي) وتعرف على رفيق دربه ونضاله- فيما بعد- الشيخ البشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارت من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طوبلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة(1/11)في ذلك. وفي المدينة اقترح عليه شيخه (الونيسي) الإقامة والهجرة الدائمة، ولكن الشيخ (حسين أحمد الهندي) المقيم في المدينة أشار عليه بالرجوع للجزائر لحاجتها إليه، فكانت خير نصيحة. زار ابن بادبس بعد مغادرته الحجاز بلاد الشام ومصر واجتمع برجال العلم والأدب وأعلام الدعوة السلفية، وزار الأزهر واتصل بالشيخ بخيت المطيعي حاملاً له رسالة من الشيخ (الونيسي).العودة إلى الجزائر:وصل ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، وهو إنقاذ أطفال المسلمين وشبانهم من هوة الجهل والتخلف،(1/12)فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، والمسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين، ولكن نشاط الشيخ كان متعدداً، واهتماماته كثيرة.ومما شجع ابن باديس وأمضى عزيمته في تكوين تلك الجمعية وبذل الجهد في الإصلاح المتعدد الجوانب هو وجود تلك العصبة المؤمنة حوله، والذين وصفهم هو بالأسود الكبار- من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي ... وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى.آثار ابن باديس:شخصية ابن باديس شخصية غنية ثرية ومن الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل(1/13)أبعادها وآثارها. فهو مجدد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين ويعلم كيف تكون النهضة. يقول: ((إنما ينهض المسلمون بمقتضيات إيمانهم بالله ورسوله إذا كانت لهم قوة، وإذا كانت لهم جماعة منظمة تفكر وتدبر وتتشاور وتتآثر، وتنهض لجلب المصلحة ولدفع المضرة، متساندة في العمل عن فكر وعزيمة)).وهو عالم مفسر، فسر القرآن كله خلال خمس وعشرين سنة في دروسه اليومية كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة، وهو سياسي يكتب في المجلات والجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين وخاصة في الجزائر ويهاجم فرنسا وأساليبها الاستعمارية ويشرح أصول السياسة الإسلامية، وقبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس(1/14)والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله، وهو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء، ويسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة.إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف، والأجيال التي رباها كانت وقود معركة تحرير الجزائر، وقليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة، ولكن حلمه لم يتحقق، ونظرية ابن باديس في التربية أنها لا بد أن تبدأ من الفرد، فإصلاح الفرد هو الأساس.وطريقته في التربية هي توعية هذا النشء(1/15)بالفكرة الصحيحة كما ذكر الإبراهيمى عن اتفاقهما في المدينة (كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم وإنما نربيه على فكرة صحيحة).وينتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم والتي كانت تهتم بالفروع والألفاظ- فيقول: (واقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية، مجردة بلا نظر، جافة بلا حكمة، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة، تفني الأعمار قبل الوصول إليها).أما إنتاجه العلمي فهو ما جمع بعد من مقالاته في (الشهاب) وغيرها ومن دروسه في التفسير والحديث.وقد ضاع منها الكثير ومما بقي بين أيدينا(1/16)كتابه مبادئ في علم أصول الفقه وهو من بين إملائاته التي كان يمليها على تلاميذه، وحيث طلبنا من شيخنا العلامة محمد بن محفوط حفظه الله تعالى نظمه استحاب لذلك ولبى رغبة الطلاب فجزاه الله خيراً وأثاب.(1/17)يقول نجل محفوظ (1) محمد … أناله ما يرتجيه الصمدالحمد لله الكريم المغدق … لنعم عنها يضيق منطقيصلى وسلم على من أرسلا … مبلغاً لدينه فأصلامنه لنا ومنه فصل على … أكمل وجه جاء به من أرسلا__________(1) باختلاس الضمة.(1/19)وآله وزوجه وصحبه … وتابعي منهاجهم من حزبهوبعد فالقصد بذا النظام … عقد جواهر من الكلامموسومة مبادئ الأصول … أصول فقه العالم الأصوليحسبما رتبه عبد الحميد … سليل باديس المصنف المفيدنظمتها برغبة الطلاب … أرجو بها الأجر من الوهابوربما أخرت أو قدمت … أو زدت ألفاظاً بها تممتلكن قفوت الشيخ في الترتيب … للأصل في الفصول والتبويب(1/20)بل إنني ألتزم اتباعه … في لفظ الأصل قدر الاستطاعةفقلت والله هو المعين … إياه نعبد ونستعين...واضع فن الأصولأول من وضعه في دفتري (1) … محمد بن شافع ذاك السّريثم أتت من بعده خليقة … مصنفون سلكوا طريقهوهؤلاء اختصروا أو هذّبوا … وأوضحوا ونظموا وبوّبوا__________(1) بالفتحة تكسر داله(1/21)وذا كالآمدي والغزالي … كذا القرافي وأبو المعاليثم السيوطي بعد ذا وشيخنا … عبد الإله العلوي ذو السنا...تعريف علم الأصولعبدالحميد الفاضل الأصولي … قد جاءنا في الحدّ للأصولبأنّه علم القواعد التي … تفيد الأحْكام من الأدلةوهْي هنا مسوقة وقد حصر … أبوابها في أربع كما اشتهر***(1/22)الباب الأولمن بالعبودية للمولى أقرّ … أجابه في كلّ ما منه صدرممتثلاً في باطن وظاهري … طبق نواهي الشّرع والأوامريمثل المأمور واللّذْ حظرا … يتركه والإذن فيه خيّراإذ فعله في ذي الثلاث داخل …أخذاً وتركاً ثم إذناً يقبل...الباب الثانيلِلَعِبٍ لم توجد الأكوان … كلا ولم يترك سدى إنسان(1/23)لم يخل فحل منه بالإطلاق … عن أسر حكم ربّنا الخلاّقوكلّها فَصَّلَهَا الرَّسُولُ … طِبقاً لما أوحى له الجليلوالحكم نستفيده من طلبه … أو إذنه أو وضعه فلتنتبهوطلب إما لفعل أقتصى … أو تركه منا اقتصى إن عرضاوهو فيهما على التحتيم … آت وللترجيح في التقسيموطلب الفعل إذا جزم بهْ … فذاك الإيجاب في عرف النَّبهْوطلب الفعل الذي لم يجزم … به فندب مستحب فاعلم(1/24)والترك إن طلب بالتحتم … فسمه بالحظر والمحرموكل ما الشارع تركه طلب … لا جازماً إلى الكراهة انتسبأما الإباحة فحدّها اتضح … إن لم يكن أحد الأمرين رجحوهذه الخمسة عند من سلف … أحكام تكليف بجامع الكلفوإنما سمي الإذن والطلب … بالحكم شرعاً في اصطلاح من ذهبلأن الإيجاب إذا تحققا … للفعل وصفه به تحققاوعند ذا يقال فيه واجب … وهكذا وصف البواقي لازب(1/25)الوضعالوضع جَعْلُ اللَّهِ شيئاً سبباً … وشرطاً أو مانعاً أو مركباكمثل أوقات التعبدات … لصحة أو لوجوب هاتفسبب وجوده منه لزم … مسبب بالانعدام ينعدملذاته والشرط إن يعدم حتم … من عدمه عدم مشروط لهملذاته ومن وجوده فلا … شيء لنا يلزم عند من خلاوالوصف إن وجوده اقتضى عَدَم … شرع لحكم ذا بمانع علم(1/26)وليس يلزم الوجود إن عُدم … مثاله كالحيض حسبما رسمفي صحة الصلاة أو وجوبها (1) … بعد زوال الشمس أو وجوبها (2)وإنما سمِي خطاب الوضع … بالحكم في عرف وعاة الشرعلأنما وضعه الله سبب … فوصفه بالسببيَّة وجبوهكذا بقية الأقسام … صفها بما اقتضت على الدواموهذه تنسب في الميدان … للوضع والجعل بلا نكران__________(1) أي: فرضها، أي: الصلاة.(2) أي: سقوطها، يعني: الشمس.(1/27)تفريق بينهماالحكم ذو التكليف عند من سبق … بفعل من كُلِّفه قد اعتلقمن حيثما طلب منه أو أذن … فيه له وبالشريعة اقترنوالحكم في الوضع معلق بما … رتبه عليه فاطر السمامن شرط أو من سبب أو مانع… بذا يلوح الفرق عند السامعوربما يكون فعلاً كالسفر … أو لا كوقت للفرائض يقرفإن يكن من فعله به أمر … كالطهر واستقبال قبلة شمر(1/28)وإن يكن من غير فعله سقط … طلبه عنه لدى من قد ضبطوالفعل بالحكمين ذو اتصاف … أي باعتبارين ذوي خلافمثل الوضو فقد أتى من جهة … الوضع للصلاة شرط صحةوباعتبار قدرة المكلف … خطاب تكليف يكون فاعرف...الأحكام الشرعية في الخطابات الإلهيةحكم الإلَه من خطابه استفيدْ … أخذاً وتركاً ما عن الأمر محيدفما اقتضى تكليفنا بحكم … شرع فتكليف لدى ذي القوم(1/29)وما اقتضى وضعاً لحكم شرعي … فذاك في الشرع خطاب وضعيوقد يكون في الدليل الواحد … خطاب تكليف ووضع زائدفقول ربنا تعالى: {آتُوا} … أعلمنا أن فرضت زكاةوقوله: {لَا تَقْرَبُوا} أفادنا … حظر الإلَه في كتابه الزناوكتب حسنة ومحو للخطا … منه استفدنا ندب كثرة الخطىإلى المساجد التي تقام … بها صلاة الجمع يا همامونهي ربنا غنياً عن قسم … به أفادنا كراهة القسم(1/30)على قطيعة قريب مملق … من ذي غنى للمال جد منفقوأمر من صلوا بأن بنتشروا … من بعد جمعة بإذن مشعروربطه إقامة الصلاة بالدْ … دلوك وضع الوقت منه تستفدومن حديث المصطفى محمد … «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أَحَدِ» كمأخذنا وضعه تعالى للوضو … شرطاً لما من الصلاة يعرضومن حديثه «إِذَا حَاضَتْ مَرَّةً» … عرفنا كون الحيض مانع المرةمن الصلاة ومن الصيام … في مدة الحيض من الأيام(1/31)وآية الوضو التي في المائدة … فإنها فرض الطهور فائدةوذاك تكليف بشرط يعتبر … في صحة وَذَا بِهِ الوضع استقر...العزيمة والرخصةتنقسم الأحكام عند النبلا … شرعاً إلى عزم وترخيص جلافالعزم عند العلما تعريفه … عموم أحوال الورى تكليفهوما به من فعلنا قد عُلِّقا … فسمه عزيمة وأطلقامثل وجوب الصوم والصلاة … وحرمة الربا على ذي الناتِ(1/32)أما الذي بعد صعوبة جرى … مسهلاً لما من الْعُذْرِ عَرَىمكلفاً به وقد بقي السبب … للحكم الأصلي الذي عنه وجب (1)فذاك في الشرع هو الترخيص … وآية القصر له تنصيصوما به من قصر أو إباحة … تعلق الحكم انمه للرخصة...التصحيح والإبطالهذا وإن الحكم أيضاً ينقسم … لما بتصحيح وإبطال وسم__________(1) أي: سقط(1/33)فالحكم بالصحة هُوْ تصحيح … وضده لضده توضيحوصحة الحكم إذا توفرت … شروطه ثم الموانع انتفتعنه بحيثما تراه قد وقع … على الطريقة التي الله شرعوما له الصحة وصف عهدا … فذلك الصحيح في الذي بداوالحكم بالبطلان والفساد … لعقد أو عبادة العُبَّادبكون باختلال شرط الشارع … أو لوجود أحد الموانعبحيث لا يحصل منه ما يريدْ … من شرع ذا الحكم إلَهُنا المجيدْ(1/34)وما به الإبطال قد تعلقا … فذلك الباطل عندنا اللّقى (1)ليس له في شرعنا اعتبار … لما قضت برده الأخياروقوله: «لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا … فَهُوَ رَدٌّ» شاهد بذا لنا...مقتضيات الحكمالحاكم الله علا وجلاَّ … ومن لحكم خلقه تولّىفليحكمن عليه بالقرآن … أو سنة من سنن العدنان__________(1) اللقى أي: المطروح.(1/35)لفرضه الحكم بما قد أنزلا … على الني من ربه جلّ علاإن لم يجد فلا يقل برأيه … إن كان ذا مجرداً من وحيهخوف الدخول في عموم الكفرين … أو في عموم الظلمين الفسقين...المحكوم فيهمقدورً فعل ما من المكلف … ظاهره والباطن الذي خفيهو الذي حكم فيه اللَّهُ … وغير مقدور لهم أعفاهفلم يكلفهم بما فيه حرج … عليهمُ ولا عن الطوق خرج(1/36)كمقعد يقام في صلاته … أو من يشق قومه لهاتهدليل ذا في الوحي جا مكررا … مفصلاً وأمره تقررافقوله: {وَلَا تُحَمِّلْنَا} إلى … آخر الآية أتى مفصلالذلك الحكم كقوله: {وَمَا … جَعَلَ} {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ} اعلما...المحكوم عليهالعاقل البالغ محكوم عليهْ … بالحكم إن يك اختياره لديهْومكره وذو صبى وذو جنونْ … ثلاثة تكليفها ليس يكون(1/37)المخاطب بالأحكاموكل حكم بخطاب وضعي … فذاك للعموم عند الشرعفيشمل الصبي والمكلّفا … ومن بسكر أو جنون عرفالذاك ألزم الذين وصفوا … أرش جناية لما قد أتلفواكذلك الزّكاة في أموالهم … واجبة دون اعتبار حالهموإن يك الخطاب تكليفاً أفاد … فذا به خصوص بالغ مرادوهو إن يكن بما توقفت … فيه المصالح التي ترتبت(1/38)على مباشرة من يباشر … توجيهه إلى الجميع ظاهروهو المسمى عندهم بالعيني … إذ لا يصح من سوى ذي العينمثاله صلاتنا والاعتكافْ … كذاك حج بيت ربنا الطوافْوسم عينيا به الذي طلبْ … سواء الواجب والذي ندبْوإن عليه وُقِفت مصالح … عمومنا فهو الكِفاءِى لائحوعند ذا من وجه الخطابا … به إلى العموم قد أصاباوما به طلب في الفن اتَّسم … بكونه كفائياً في المرتسم(1/39)وهو شامل لما قد يطلب … من كل واحب وما قد يندبمثاله الأمر بعرف والجهاد … عيادة ردُّ السلام للعبادوهو ساقط إذا ما البعض قام … به عن الكل إذا فلا ملامدليل ذاك {وَلْتَكُنْ} {فَلَوْلَا … نَفَرَ} الآيتين فيما يتلى...الباب الثالث أدلة الأحكامكتاب ربنا القياس سنة … إجماع من تفقهوا الأدلة(1/40)الكتابأصل الأدلة الكتاب المنزل … على الرسول محكم مفصلوهو الذي نقرؤه من مصحف … كتب في عهد ابن عفان الوفينقله الجمُّ لنا تواتراً … توتراً بشرطه تحرراوهو محفوظ من التبديل … له بحفظ ربنا الجليلوغيره فرع له فالسنة … بيانه بها تكون الحجةولم يك الإجماع إلا عن دليل … من سنة أو من كتابه الجليل(1/41)ولا فياس قائم المباني … إلا عن سنَّة أو قرآنفهْي إذا راجعة إليهِ … لكونها مدارها عليهِ...السُّنَّةوكل ما من الرسول قد ظهر … من قول أو فعل وماله أقرمن ذين فهو سنة تحكم … في الدين إجماعاً لمن تقدموافلم يكن للشخص من خيار … في ترك ما به قضاها جاري(1/42)وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ} … {وَمَا آتَى} أفاد ذا يقيناوهي تسنقل بالتشريع … في قول كل عالم رفيعوربما أتت بياناً للكتابْ … كهيْئة الحج وتحديد النصابْ...الإجماعإن وجد اتفاق من قد اجتهد … في أي عصر كان أو أي بلدْبعد وفاة أحمد المرضي … بشأن حكم حادث شرعيفذاك إجماع وهوْ يعلو على … كل مخالف له عند الملا(1/43)وقوله: {وَمَنْ} إلى {مَصِيرًا} … فانطر تجد فيه لذا ظهيراثم الجميع لازم تقريره … وقيل خلف الشفع لا يضيرهوهو نوعان فنوع عملي … إدراكه بالنقل كالصوم جليثانيهما نظري قد نسب … وهو ما عن اجتهاد قد جلبمستخرجاً من قاطع المدلول … يكون أو يكون عن مقبولوذا في الأصل ممكن حصوله … لكنما العادة قد تحيلهلكون من تفقهوا قد كثروا … وفي البلاد كلها تبعثروا(1/44)إلا الصحاب قبل أن تشتتوا … فإن ذا في شأنهم قد يثبت...القياسوحيثما فرع بأصل ألحقا … في حكمه لجامع قد حققافذلك القياس عند الناس … فاحفظ وقاك الله كل باسِمثاله النبيذ بالخمور … ألحق للإسكار في المسطوردليل ذا لدى الذين حققوا … في سورة الحشر أتى فصدقوا***(1/45)الباب الرابع في القواعد الأصوليةأدلة الأحكام في التفصيل … تحصر والإجمال في التحصيلفالأول الآيات للأحكام … كذا أحاديث النبي التهاميثانيهما قواعد الأصولي … لكونها مجملة الأصولإذ تحت كل واحد منها دخل … من الفروع ما عن الحصر انعزلوذات تفصيل بغير حصر … مثالها أتى {أَقِمْ} {لِذِكْرِي}إذ هو في الصلاة تفصيل بهر … وباعتبار الأمر إجمال مُقَرَّرْ(1/46)مرجع تفصيل كتاب الخبر … كذا الذي عليه أجمع الغررثم القياس هكذا أضيفا … لذي المراجع فلا تحيفا (1)ومرجع الأدلة الإجمالية … تحويه كتب السادة الأصوليهْ...قاعدة في حمل اللفظويحمل اللفظ على الحقيقة … دون مجازه بلا قرينةويحمل اللفظ على ما قد ألف … من عرف ذي تكلم به وصف__________(1) الألف فيد بدل من نون التوكيد الخفيفة.(1/47)دون معاني لغة أو غير ذاك … مما احتماله مضعف هناكوأحمل على الشرعي ألفاظ الكتابْ … وسنة كذا أخي بلا عتابْ...قاعدةصيغة الأمر أن تجي للطلب … فحملها على الوجوب ما أبيإلا إذا قرينة أو الدليل … دلا لصرفها فذا هو السبيلككونها تهكّماً تخييرا … تسوية تهديداً أو تسخيرالا تقتضي فوراً ولا تكرارا … على الأصح عند من تمارى(1/48)ومرة للامتثال بالضرو … رة اقتضاها الأمر فيما ذكرواوتقتضي النهي عن الأضداد … عند امتثال أمرها المرادوتقتضي إيجاب ما لا يحصل … إلا له الواجب في ما نقلوا...قاعدة النهيوصيغة النهي لحظل ترد … إلا لدى قرينة تعتمدوتقتضي الفور وتركا بالدوامْ … وفعل ما يكون ضد ذا الحرامْ(1/49)وقد تجي للكره والإرشاد … حال خروجها عن المعتاد...قاعدة في الأخذ بالمأمورافعل من المأمور ما قدرتا … عليه واتركن لما نهيتاعنه لقوله: {إِذَا أَمَرْتُكُمْ} … وقوله: {فَاجْتَنِبُوا} من ذلكمكما أتانا في حديث محكم … عن النبي في صحيح مسلم***(1/50)قواعد المنطوق والمفهوموكل ما من جوهر اللفظ استفيد … لكونه المعنى الذي به أريدفي قصد واضع له أصاله … فذلك المنطوق لا محالهكعالم وصف لمن قد علما … في قولنا متى تسلْ سلْ عالماوكل ما استفاده من سمعا … ولم يك اللفظ له قد وضعافذاك مفهوم كشخص يجهل … إذ ذكر عالم له يحصِّلُلأن ضد الشيء ربما حضر … في ذهن من لضده قد ادَّكر(1/51)وذا الذي سمي بالمخالفه … كذا الدليل للخطاب فاعرفهيعطى من الحكم نقيض ما ذكر … كما عن المحققين قد سطرأما إذا أفاد معنى وافقه … فإنه المفهوم ذو الموافقهيعطى مثيل حكم منطوق به … مكملاً أو زائداً فانتبهثم إذا منطوقَ حكم سارى … فإنه المفهوم ذو المساواوذا كحطر حرق مال لليتيم … أخذاً من التحريم للأكل الذميموسمه لحن الخطاب تصب … سمى له مشتهراً في الكتب(1/52)وإن يكن بحكم منطوق أحق … فذا لأحروية قد استحقوهو الذي قيل له فحوى الخطاب … فرق بذا بينهما فهو صوابمثاله تحريم ضرب الوالدين … أخذاً من أف إذ نهى عنه لذينلأن ضربه أشد باليدي … من قول أو بلسان الولدي...أنواع دليل الخطابدليل ذا الخطاب ذو أنواع … مشهورة خذها بلا نزاعمفهرم وصف غاية وشرط … وعدد كذا لأهل الضبط(1/53)حصر مكان هكذا الزمان … فاحفظ لها حفظك الرحمنفصفة مفهموها نلت المنا … في الفتيات {الْمُؤْمِنَات} فافطناوالشرط في {أُولَاتِ} أي فأنفقوا … وغاية {حَتَّى تَضَعَ} تحققوعدد مفهومه حضرنا … مثاله الجلد لصاحب الزنامفهوم حصر الحديث جاؤوا … به له أي «إِنَّمَا الْوَلَاءُ»أما المكان فالمساجد لمن … يروم الاعتكاف مفهوم حسنأما الزمان فهو في {أَيَّامًا} … تلك التي فرضت الصياما(1/54)تقييدوالأخذ بالمفهوم ذَائِهِ حظر … إذا مفيده لغالب نظركالحجر للربائب التي دُخل … بأمهانها إذا فلا عملبه ولا مصور لواقع … كقوله: {لَا تَأْكُلُوا} يا سامعإِذِ الرِّبا محرم خطير … سواء القليل والكثيروما جرى وفاق شأن قد يكون … فألغه نحو {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ}أو جا مفخماً لأمر قررا … كما بمتعة لزوج كررا(1/55)ولا إذا عارضه وحي كما … من قوله: {إِنْ خِفْتُمْ} قد أفهمافالقصر مع حصول أمن قد ورد … في قوله وفعله فلا مرد...قاعدة النصواللفظ إن دل على معنى ولم … يقبل لغيره احتمالاً قد فهمفهو صريح النص كالأعلام … ولفظ الأعداد لدى الإماممثال ذاك خمسة وأحمد … وشبه ذا من كل نص يعهد***(1/56)قاعدة الظاهرواللفظ إن دل على ما وضحا … واحتمل الغير احتمالاً رُجحا (1) فظاهر معناه فيه واضح … وحمله بدءاً عليه راجحكمطلق اسم الجنس في معناه … والجمع في الذي اقتضى مبناه...قاعدة المؤولوكل ما دل على المرجوح … بسبب الدليل ذي الوضوح__________(1) بالتركيب للمجهول.(1/57)فذا المؤول الذي تعينا … وجوب صرفه لما تبيناكالعام في بعض من الأفراد … لما اعْتراه من خصوص بادي...قاعدة المبيِّن بالكسرواللفظ إن نفسه افادا … ما متكلم به أرادافذاك وسمه هنا المبين … وحمله على المفاد بينوقد يكون ظاهراً أو نصا … كما هنا بهذا الأصل بصا (1)...__________(1) أي: رف ولمع.(1/58)قاعدة المجملوما من اللفظ على معنى يدل … ولم يعين المراد مستقلفمجمل يكف عنه حتى … يتضح المراد منه بتامثاله الضمير في جداره … أتى ويعفو الذي لتدره...أسباب الإجمالأسباب الإجمال كثيرة المنال … منها اشتراك وضع لفظ في المقالكالقرء للطهر وحيض مثلا … والنقل في الشرع لصوم وصلا (ة)(1/59)كذا صلاح الوصف للشيئين … قد سبب الإجمال دون مينوذاك في {بِيَدِهِ} التي أتت … قبيله (أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي} ثبت...قاعدة المبين بالفتحوكل ما المقصود منه يظهر … بضم غيره إليه يذكرمن قول أو من فعل أو سواهما … هو المبيَّن لدى من فهماكالكوع في قطع يمين سارق … وهيئة الجلد لزان مارق***(1/60)قاعدة العاموكل ما استغرق ماله صلح … من غير حصر دفعة قد اتضحبأنه العام الذى يسئل … عنه ولفظه الجميع يشملدون قرينة خصوص تنقل … لبعض الأفراد لدى من أصلواأما إذا رأيت مالك بفيد … إخراج بعضه إذا فلا مزيدصِيَغُهُ كثيرة إليكا … بيانها أقصه عليكافمنها ما للشرط جا من صيغة … كقوله: «مَنْ أَحْيَا أَرْض مَيْتَةً»(1/61)كما له مثلت الأقوام … بقوله: «مَا أبْقَتِ السِّهَامُ»كذا أداة لسؤال تطلق … فإنها عمومها محققكقول سائل مضى: (ما لي يحل … من مرأتي وهي حائض) مثلكذا الموصول وعموم يعهد … نحو {الَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا}كذا المعرّف بأل قد أسسا … عمومه مثل الرجال والنساوالمرأة الكلم والإنسان … وغير ذا من هذه المعانيوالنكرات في سياق نفيها … تفيد للعموم عند النبها(1/62)ففي الحديث «لَا زَكَاةَ» قد أتى … أوضح تمثيل لذاك مثبتاوالنهي مع منكر كالنفي (لَا … يَسْخَرْ) إلى (مِنْهُنَّ) ذا قد مثلاوهكذا مثلهما الثسرط ك (مَنْ … ءَاذَى) لآخر الحديث فاعلمنوما أضيف من منكر إلى … معرف عمومه قد انجلىمثل (صلاَةُ الجَمْعِ تَفْضُلُ) بلى … صلاة فذ بالذي قد نحلاوقد أتى مثل له كذلكم … في قوله: {لَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}***(1/63)قاعدة في فرق العاملفظ العموم أن يجي مستغرقا … أفراده فهو الذي قد أطلقامثاله شمول {كُلُّ نَفْسٍ … ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} عموم النفسوهو الذي إليه لفظ يصرف … دون قرينة تصد فاعرفواوإن ترد بعضاً من الأفراد … فسم بالخصوص عند الناديوهو الذي إلى مجاز ينسب … لأنه له من أصل أقربمثاله ان شيئته عندهم … في قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ}(1/64)وإن به الكل تناولا أُفِيد … وحكمه لبعض الأفراد أُعِيدْبغيره فذالك المخصوص … بذي الفروق قضت النصوص...قاعدة في التخصيصإخراجك البعض من الأفراد عن … عمومها التخصيص للعام بعنوأعط مخرجاً نقيض ما حكم … به على العموم تقف من قدمكفوز مومن لصالح عمل … نقيض خسر كافر ومن جهل***(1/65)قاعدة في المخصص وتقسيمهوكل ما كان به الإخراج … مما له في اللفظ الاندراجفهو مخصص وإن لم يستقل … بنفسه فهو الذي قد اتصلوذا كالاستثناء في «لاَ تَبِيعُوا» … لآخر الحديث يا رفيعوالشرط في {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ} … تمثيلهم به هنا مسلَّمُوهكذا الصفة في {لَمْ يَنْقُصُو …كُمْ} التي بها البرا يخصصكذاك غاية (إِلَى مُدَّتِهِمْ) … مفهومها مخصص لعهدهمْ(1/66)وإن يكن عن غيره قد استقل … فذا هو المخصص الذي انفصلفقوله: {أُولَاتُ الْأَحْمَالِ} حلا … تخصيصه لـ (يَتَرَبَّصْنَ ثَلَا (ثَةَ)}أي الكتاب للكتاب خصصا … كسنة بمثلها فلتخصصافقول أحمد النبي «فِي مَا سُقِيَ» … تخصيصه صح «بِخَمْسِ أَوْسُقٍ» وقوله: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ» إلى … آخره تخصيصه قد اعتلىبآية المريض والذي سفر … وذاك تخصيص الكتاب للأثروقوله: «لَا يَرِثُ» الذي ثبت … {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} به تخصصت(1/67)أما الذي زنا فقد تخصصا … بمن من آعبد زناه حصحصاقيسا على الإماء في العذاب … بجامع الرق على الصواب...قاعدة في المطلقوما على فرد على الشيوع … يدل أو فردين أو مجموعبدون قيد زائد فالمطلق … كفاز قوم بالتقى تخلقواوهْو على إطلاقه محمول … حتى يجيء قيد له يزيل(1/68)إلا فذا المقيد الذي وجب … له عن مطلق فيما رسب...قاعدة في حمل المطلق على المقيدومطلق على الذي قد قيدا … يجب حمله إذا ما اتحدافي الحكم والسبب باتفاق … مثاله قول القدير الباقيفي ذكر من بالفوز قد تحلى … {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}فإنه لمطلق الذكر عرف … لكنه بقيد تكبير صرف(1/69)إذ الحديث فيه قيد المطلق … هنا بتكبير لإحرام المقي (1) مفسبب كالحكم فيهما اتحد … القصد للصلاة مع فكر الأحدْأما إذا ما اتفقا في الحكم قط … فذا محل الخلف عند من فرطمثاله الظهار فيه جردا … محرر من قيد إيمان حدى (2)في قتل مومن بلا تعمد … زيدا على المال الذي به وديفقال قوم مطلق بقيد … بالقيد في نظيره اللذ يوجد__________(1) أي المصلي يقيمون الصلاة.(2) مصدر حدي حدى أي: لزم.(1/70)نصاً وقال آخرون قيسا … ونجل ثابت يقول ليسالمطلق حمل على قيد وجب … لو فيهما اتحد حكم والسببوحيثما اختلاف حكم قد ورد … فحمل مطلق على ذاك انفقدفالصوم والإطعام في الظهار … عن سبب متحد المساريوالصوم واجب التتابع يرى … ولا كذا الإطعام عند من قراأما إذا ما اختلفا معاً فلا … يحمله عليه كل العقلاوذا كقطع لازم بسرقة … وغسل أيد في الوضو بقبلة(1/71)قاعدة في المحكم والناسخ والمنسوخكل دليل من قرآن أوْ سُنَنْ … ثبت جملة وحكمه سكنفهو محكم إذا لم يرفع … بالغير من نصوص هذا الشرعوعكسه لديهم المنسوخ … إذ حكمه ليس له رسوخوكل ما الشرع به قد نسخا … حكماً من الوحيين جَا ونُسخافذاك ناسخ ورفع الحكم … بغيره نسخ لدى ذي العلم***(1/72)متى يقع النسخيحكم بالنسخ لدى التعارض … لذي الأدلة على الذي ارتضيوالجمع غير ممكن وقد رسخ … طروُّ ناسخ على الذي انتسخوالجمع واجب إذا هو يصح … إلا فقفو ذي اعتلاء متضح...مورد النسخومورد النسخ ذه الأحكام … وما له في خبر إلماموكل حكم يقبل النسخ كما … صح لدى جمهور من تعلما(1/73)لكن ذاك لم يقع في السمع … لحكمة بالغة في الوضع...حكمة النسخمن حكمة النسخ اعتار المصلحة … لذا الورى كماذا الأصل أوضحهْكذاك تدريب على تلقي … عمومنا أحكام رب الفلقوهكذا تنبيه مفت ناصح … على اعتبار الشرع للمصالحلعله بعلم ذاك يهتدي … إلى اختيار أصلح للآعبد(1/74)من اختلاف قول ذي اجتهاد… يراه للتطبيق في العباد...وجوه النسخوينسخ الحكم ويبقى الرسم … كمتعة كانت بموت تلزموينسخ الرسم ويبقى الحكم … كمحصن إذا زنا فالرجموينسخ الرسم وحكمه معا … كقولها (أنزل عشر رضعا)وغالب النسخ يكون لبدل … ككعبة من مقدس نعم البدل(1/75)وعكسه وجوده قليل … صدقة النجوى له تمثيلوقد يكون بالخفيف التالي … مثل المصابرة في القتالوربما يرى بما هوْ أثقل … كفدية بحتم صوم تبطلثم الكتاب بالكتاب ينسخ … كسنة وهوْ بها فلتنسخواونسخ سنة بسنة عني … مثاله «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ»...تنبيهوكل ما ذكر من قواعد … خص مع الكتاب قول أحمد(1/76)من دون فعله أو التقرير … كما في الأصل حاء ذا تحريري...قاعدة في أفعالهما فعل النبي على وجه القرب … من عان أو غيرها قد استحبفيه لنا به تأس من مضى … دون دليل باختصاصه قضىوفعله المخصوص منه بالقرب … فهو إما واجب أو مستحبوبالدليل يقع الترجيح … فانهض لترجيح فذا صحيحوكل ما عليه واظب النبي … بأرجحية على الغير حبي(1/77)وكل ما تركه من صوري … عبادة فليس قربة ذريوكل ما فعله للخلقة … فليس قربة لغير الهيئة...قاعدة في تقريرهوكل ما بمجلس النبي فعل … أو قيل أو بعصره ثم نقلله وكان قد أقر الفاعلا … عليه فهو سنة للفضلامثال ذا إقرار خالد على … أكل لضب لحمه هو قلا***(1/78)سببه ثانوسنة دون الكتاب التزما … فيها الثبوتُ كلُّ من تقدمالأنها من هذه الحيثيةِ … ليست على درجة واحدةصحيحها مع حسن مقبول … ليس لنا عما اقتضى عدولأما الضعيف فهو غير سندي … للاحتجاج دون أصل مُرفديوكل ما طلبه قد اشتهر … فعلاً وتركاً بدليل معتبرفإنه يحتج فيه بالذي … ضُعِّف ترغيباً وترهيباً خذي(1/79)أما الكتاب فهو ذو تواتري … كلا وبعضا لامتياز ظاهر...خاتمة في الاجتهادالاجتهاد بذل جهد المجتهد … كي يستفيد حكم شرع قد فقدبذي القواعد التي تقدمت … وفُصِّلت أبوابها وأحكمتوأهله من لهمُ تبحر … في كلما من الفنون سطّرواوهو ذو فهم وإدراك لما … قصد بالتشريع رب الحكما***(1/80)التقليدتقليدنا الأخذ بقول المجتهد … من دون معرفة ما منه اسستُمِدوأهله هو الذي لم يستطع … فهم الدليل بالطريق المتسعلجهله بالشرع واللسان … وغير ذا من شرط أهل الشان...الإتباعوأخذنا بقول من قد اجتهد … مع اطلاعنا على الذي اعتمدمن الدليل فهو الاتباع … وأهله من لهم اطلاع(1/81)على علوم الشرع ثم اللغة … وغير ذا من علم كل آلةِمشروطة الرقي بالتدريج … كي يستطيع المرء للتخريجلما به يختار قولاً راجحا … من اختلاف قد يراه ناجحاوغير ذا مما به العقول … تصفو وَللنَّفْيس به صقولإصلاح الأعمال لهذا يجب … على الذي لعلم شرع يطلبقد انتهى عقد جواهر الدرر … من الأصول لابن باديس الأبر(1/82)بعد زوال شمس يوم الجمعةْ … بزاي مولد عظيم المنفعةفي عام أربع وعشرين تلي … تاء وشينا بحساب الجملوالله أرجو أن يكون خالصاً … لوجهه وللثواب قانصاًفهو اللطيف بعباده الشكور … على قليلهم يكثر الأجوروالحمد لله على توالي … آلاء ذي الجلال والجمالثم صلاة الله والسلام … على الذي انجلى به الظلاموآله وصحبه الأبرار … ما كور الليل على النهار(1/83)أبياته هاء وعين سين (1) … كلأنا بحفظه المتين...__________(1) الهاء خمس؛ والعين سبع؛ والسين ثلاثة؛ واللفظ بعد ذلك: خمس وسبعون وثلاثمائة.(1/84)فَهرسْ الموْضُوعَاتْ_________________________________الموضوع .................................... الصفحة_________________________________تقديم ........................................ 5ترجمة الشيخ عبد الحميد ابن باديس .......... 7في جامع الزيتونة ............................ 9في المدينة النبوية ............................ 11العودة إلى الجزائر ............................ 12آثار ابن باديس .............................. 13واضع فن الأصول ........................... 21تعريف علم الأصول ......................... 22الباب الأول ................................. 23(1/85)_________________________________الموضوع ..................................... الصفحة_________________________________الباب الثاني .................................. 23الوضع ....................................... 26تفريق بينهما .................................. 28الأحكام الشرعية في الخطابات الإلَهية .......... 29العزيمة والرخصة .............................. 32التصحيح والإبطال ............................ 33مقتضيات الحكم ............................... 35المحكوم فيه ................................... 36المحكوم عليه ................................. 37المخاطب بالأحكام ............................ 38الباب الثالث أدلة الأحكام ..................... 38الكتاب ....................................... 41السنة ........................................ 42الإجماع ..................................... 43القياس ...................................... 45(1/86)_______________________________الموضوع ................................. الصفحة_______________________________الباب الرابع في القواعد الأصولية .......... 46قاعدة في حمل اللفظ ...................... 47قاعدة ..................................... 48قاعدة النهي ............................... 49قاعدة في الأخذ بالمأمور ................... 50قواعد المنطوق والمفهوم .................... 51أنواع دليل الخطاب ........................ 53تقييد ...................................... 55قاعدة النص ................................ 56قاعدة الظاهر ............................... 57قاعدة المؤول ............................... 57قاعدة المبين بالكسر ........................ 58قاعدة المجمل .............................. 59أسباب الإجمال ............................ 59قاعدة المبين بالفتح ........................ 60(1/87)_______________________________الموضوع .................................. الصفحة_______________________________قاعدة العام ................................. 61قاعدة في فرق العام ......................... 64قاعدة في التخصيص ....................... 65قاعدة في المخصص وتقسيمه ............... 66قاعدة في المطلق ........................... 68قاعدة في حمل المطلق على المقيد .......... 69قاعدة في المحكم والناسخ والمنسوخ .......... 72متى يقع النسخ ............................. 73مورد النسخ ................................. 73حكمة النسخ ................................ 74وجوه النسخ ................................. 75تنبيه ....................................... 76قاعدة في أفعاله (ص) ...................... 77قاعدة في تقريره (ص) ...................... 78سببه ثان .................................. 79(1/88)_______________________الموضوع ................... الصفحة_______________________خاتمة في الاجتهاد .......... 80التقليد ...................... 81الاتاع ...................... 81فهرس الموضرعات ......... 85(1/89)جَوَاهِرُ الدُّرَرِ فِي نُظْمِ مَبَادِئِأَصُول اِبْن بَادِيسْ الأبَر(1/90)