عدد الزوار 255 التاريخ 15/08/2020
عن عائشة، أنها قالت لعروة: (ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبياتهم فيسقيناه). متفق عليه.
التمر والرطب غني بالعناصر الغذائية المهمة لصحة الإنسان، غني بالألياف، وغني بالبوتاسيوم، وغني بالحديد، وغني بالمعادن، ومغن عن السكر وغير ذلك.
لقد جاءت السنة به في تحنيك المولود، والإفطار والسحور عليه، ونحو ذلك؛ مما يدل على عظيم شأنه، وكبير فضله.
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يجوع أهل بيت عندهم التمر”. وفي رواية: قال: “يا عائشة، بيت لا تمر فيه، جياع أهله”. قالها مرتين أو ثلاثا. رواه مسلم.
وهذه فضيلة للتمر، وتحريض على غرس النخيل.
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تصبح بسبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر). متفق عليه.
فيه فضيلة لتمر العجوة، وترغيب في غرس نخله. وقيل: الحديث عام في كل تمر. والله أعلم.
عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في عجوة العالية شفاء – أو إنها ترياق – أول البكرة). رواه مسلم.
ورواه أحمد ولفظه: (في عجوة العالية شفاء – أو ترياق – أول البكرة على الريق). وفي لفظ له: (في عجوة العالية، أول البكرة على ريق النفس، شفاء من كل سحر أو سم).
قيل: هذه الفضيلة حصريا على تمر العجوة، وقيل: بل الفضيلة مطلقة في كل تمر غير مقيدة.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي النخلة). رواه البخاري ومسلم.
فيه فضيلة للنخلة، واستحباب غرس النخل. وقال البخاري: باب بركة النخل.
قال تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء). روى البزار عن ابن عمر، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر هذه الآية، فقال: “هي النخلة”.
روى البزار عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن مثل النخلة، ما أتاك منها نفعك”. قال ابن حجر: إسناده صحيح.
يدل على شرف النخلة، وعظم بركتها، واستحباب غرسها.
قال تعالى: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا).
قال عمرو بن ميمون: “ما من شيء خير للنفساء من التمر والرطب”.
وقال الربيع بن خيثم: “ما للنفساء عندي خير من الرطب لهذه الآية، ولو علم الله شيئا هو أفضل من الرطب للنفساء لأطعمه مريم”.
للرطب والتمر فوائد صحية لكل أحد، تفوت الحصر.
عن عبد الله بن بسر، قال: نزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أبي – قال: – فقربنا إليه طعاما ووطبة، فأكل منها، ثم أتي بتمر، فكان يأكله، ويلقي النوى بين إصبعيه، ويجمع السبابة والوسطى). رواه مسلم.
وفي المسند وغيره: (فكان يأكل التمر، ويضع النوى على ظهر إصبعيه، ثم يرمي به).
هذه سنة لا ينبغي أن يغفل عنها.
ثبت عن أنس – رضي الله عنه -، قال: (أتي النبي – صلى الله عليه وسلم – بتمر عتيق، فجعل يفتشه يخرج السوس منه). رواه أبو داود، وغيره.
دل على مشروعية تفتيش التمر، الذي يغلب على الظن أن به السوس، دون الذي يغلب على الظن خلوه منه؛ فقد روى الطبراني عن ابن عمر مرفوعا: “نهى أن يفتش التمر عما فيه”. حسن إسناده القاري وفيه كلام. والأول أصح.
بقلم فضيلة الشيخ المحدث: علي بن عبد الله النمي حفظه الله